اختيار الناقل الثالث بين المزايدة والمنحة

هناك تذمر كبير من سوء خدمة النقل الجوي الداخلي الذي تقوم بالمهمة الأكبر منه اليوم ''الخطوط السعودية''. سوء الخدمة يأتي من أوجه قصور أهمها الخلل الكبير بين الطلب والعرض، حيث تشير صناعة السفر الجوي إلى أن حجم الطلب على السفر الداخلي يفوق الطاقة الاستيعابية المعروضة بثلاث مرات لبعض الوجهات، خاصة رحلات الرياض - جدة والرياض - المدينة. كما أن سوء الخدمة يطول أيضا تأخر الرحلات رغم بيانات انضباطية الرحلات التي تنشرها الخطوط، والتي ركزت عليها كعامل تطوير خلال السنوات العشر الماضية. وتبقى الخدمة السيئة في المطارات دوما نقطة خلاف بين الهيئة العامة للطيران المدني والخطوط، حيث يرمي كل بالسبب على الآخر. تقول الأخبار الأولية إن عدد المتقدمين للحصول على رخصة الناقل الجوي الثالث بلغ 14 شركة، لكن القطاع الخاص لا يعرف حتى الآن أسماء وتفاصيل تلك الشركات أو الشراكات أو التحالفات. كما أن القطاع الخاص لا يعرف حتى الآن الإجراء التشريعي للرخصة الثالثة إن كانت مزايدة مثلا كرخص الهاتف الجوال أو ستكون امتيازا كما كانت عليه رخصتا (ناس) و(سما). هيئة الطيران المدني تتحمل نصيبا من الأسباب التي أدت إلى خروج الناقل الثالث (خطوط سما) مثقلة بالخسائر، وما نتج عن ذلك من تأثير في إشغال مطار الملك فهد الذي يعاني أصلا ضعف الحركة الجوية، ولهذا فإن على هيئة الطيران المدني هذه المرة إتقان محتوى كراسة المزايدة أو (الامتياز)، وأن ترسم الخطوط العريضة لمناخ استثماري قائم على الشفافية والاحترافية والتنافسية والعدلية. يدرك المختصون أن ظروف السوق اليوم ومناخ صناعة النقل الجوي لدينا ليست مغرية للمستثمرين، ولهذا فإن الفائز بالرخصة الثالثة قد لا يجد تغييرا موثقا في كراسة المزايدة. ''الخطوط السعودية'' لن تتخلى عن حصتها في النقل الجوي الداخلي، خاصة درجتي الأعمال والأولى ذواتي العوائد العالية في ظل النمو الكبير الذي يفوق السوق الخارجية، وبذلك فهي تشكل فصلا في كراسة المزايدة يجب أن يعرف من جديد لتكوين علاقة عدلية بين الناقلات الثلاث. أتمنى من المتقدمين للمنافسة الحذر من نموذج النقل الجوي الاقتصادي إن كانت السوق الداخلية أو الإقليمية هي المستهدفة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي