سنة أولى ... زواج
حين يكون الزواج في بداياته،يكون أحوج ما يكون للدعم والمساندة. لو عزمت على أمر ما فإن مقدمات هذا الأمر وبداياته تعطيك انطباعا أوليا عنه.قد يستمر لفترة طويلة، وقد لا يزول هذا الانطباع الأولي أبدا؛حتى وإن تغيرت كثيرا من الأمور.
أحيانا نجد أن بعض آرائنا حول بعض السلع أو الأفكار أو المشاعر أو الأشخاص سيئة لأنها ظلت حبيسة عقولنا بل ومشاعرنا فترة طويلة دون أن يطرأ عليها أي تحسن بل تزداد سوءا في سجنها الأبدي!! ويأتي يوم ونكتشف فجأة خداع وزيف هذا الانطباع الذي تربع في أذهاننا عمرا طويلا، ثم نبدأ تدريجيا بتغيير قناعاتنا وأفكارنا عن هذه السلعة أو هذه الأفكار أو هؤلاء الأشخاص.
والزواج أو فكرتنا عن الزواج ليست بمنأى عن هذه الأمور. فهو مثل بقية الممارسات؛ تعتبر البدايات من أهم مراحله، لأنه يجمع بين شخصين مختلفين فيصبحان بين ليلة وضحاها يعيشان تحت سقف واحد، وبالتالي فإن الانطباع الأولي يكون مهما جدا لكليهما.
من الضروري أن يمتلكا القدرة على التعامل بهدوء وبرفق وبوضوح وبلباقة؛ ليستطيعا فهم بعضهما البعض ومعرفة سلوكيات وعادات بعضهما البعض بشكل متدرج وسلس،وبذلك يضمنا –إن شاء الله- استمرار زواجهما واستمرار سعادتهما.تصعب المسألة إن لم يكن أحدهما يملك فكرة عن الآخر وعن حاله قبل الزواج. ويصعب أن يكون الانطباع الأولي سليما إن لم يكن الهدف من الزواج سليما وراقيا. بلا شك ستكون البدايات متعبة،خصوصا إذا كانت الزوجة لا تعرف ما الذي تريده من الزواج وزوجها!!والزوج كذلك سيعاني إن لم يكن يعرف تحديدا ما الذي يريده من الزواج ولِمَ تزوج هذه الزوجة تحديد !!
الزوجان إذا أخذا فكرة جميلة عن بعضهما البعض، وحصل القبول بينهما وتناغمت روحيهما،فإنهما تدريجيا وبسبب هذا القبول وهذا التناغم يتحليان بالصبر ويتجاوزان كل عقبة تنشأ في طريقهما، كما أن هذا القبول والتناغم سيقودهما إلى أولى مشاعر الحب. ولادة مشاعر الحب بينهما ستجعلهما أكثر تمسكا بزواجهما وأكثر حرصا على احترام بعضهما البعض، وتجعلهما يتغاضيان ويتغافلان عن بعض الأخطاء الصغيرة.
وكل ما استمر الزواج مدعوما بالقبول والاحترام والحب، كلما كان مرنا ولديه القدرة على التجدد والتكيف مع كل ظروف الحياة ومتطلباتها ومع مختلف المراحل العمرية للزوجين.
لا تستغربوا بأن كل المكتسبات التي يحققها الزوجان خلال زواجهما تعود إلى تجاوزهما صعوبة السنة الأولى في الزواج.
فهي كالأساس بالنسبة للبنيان العظيم، لذلك نحن دائما ننصح المتزوجين حديثا بفهم هذا الأمر، فيجب أن يعي الزوجان بأن اختلافهما اختلاف تكامل وليس اختلاف تنافر وعناد.
ونقول لهما أنصفا بعض وستنجوان بزواجكما إلى بر الأمان.