قاطراتنا تجر عربات غيرنا
تبحث صناعة النقل الجوي لدينا، كغيرها من كثير من الصناعات المتأخرة، عن الإنجازات الثانوية بعد أن فشلت في إنجازاتها الرئيسة. مثال لتلك الإنجازات الثانوية حصول الهيئة العامة للطيران المدني على جائزة الوسام الذهبي كأفضل جهة في سوق العمل السعودي، توفر الفرص الوظيفية للمواطنين وتتعامل معها إلكترونيا في أقل مدة زمنية، أي أن هذا الإنجاز خاص بتطبيق إنترنت، ويبقى الإنجاز الرئيس غائبا، وهو عدد الوظائف الحقيقية التي أوجدتها الهيئة للأجيال الجديدة من مخرجات التعليم والتدريب، أو رفع الجودة النوعية والإنتاجية للقوى البشرية العاملة في مطاراتنا، التي تعاني سوء الفاعلية والخدمات. مثال آخر في التباهي بالإنجازات الثانوية في صناعة النقل ما تردده المؤسسة العامة للخطوط الحديدية دوما عن إصدارها رخص القبول والتشغيل لمشاريع القطارات الجديدة رغم فشلها الذريع في تشغيل الخط الوحيد والقصير المنوط بها، وهو الرابط بين منطقتي الرياض والشرقية. وكإنجازهم الثانوي في الحجز الإلكتروني، وهو أيضا تطبيق إنترنت، بينما تبقى الخدمة الرئيسة متخلفة 40 عاما بعد أن فشلت القاطرات الجديدة في أول تشغيل لها. أقامت ''الخطوط السعودية'' الأسبوع الماضي حفلا بمناسبة انضمامها إلى تحالف ''سكايتيم''، وهو - في رأيي - إنجاز ثانوي سبق أن فرحت به ''مصر للطيران'' قبل سنوات طويلة عندما انضمت هي الأخرى إلى تحالف ''ستار'' وتأخرت في مهمتها الرئيسة. بعد انضمام الخطوط السعودية إلى هذا التحالف، فإنها حتما ستجني منه الكثير، لأنه يمنحها التكامل مع شبكات الخطوط الأعضاء ليزيد من عامل الإشغال الذي يصب في النهاية في وعاء الموارد. كما أن التحالف سيمكنها، إن أرادت، من تخفيض عديد من النفقات، وذلك بسبب مشاركة بعض البنود التشغيلية مع الحلفاء أو الحصول على بنود أرخص بسبب حجم التحالف وقدرته التفاوضية العالية. هذا هو الجانب الإيجابي، لكن هناك جوانب أخرى، تعرفها ''الخطوط السعودية''، يجب الوقوف عليها وتقويمها بعد الانضمام، سنتطرق إليها في مقالات قادمة، لكن نذكر هنا هدر الوقود المدعوم، فـ ''الخطوط السعودية'' تحصل على وقود مدعوم لرفاهية المواطن وبسعر رمزي، والأولى استخدامه للرحلات الداخلية ودعم الاقتصاد المحلي، وستهدر نسبة كبرى منه في حركة جوية خارجية لا يستفيد منها المواطن السعودي.