اللون الأحمر لـ «عاجل» على الشاشة لم يعد لافتا

اللون الأحمر  لـ «عاجل» على الشاشة لم يعد لافتا
اللون الأحمر  لـ «عاجل» على الشاشة لم يعد لافتا

اللون الأحمر على الشاشة الفضية لم يعد لافتا مثلما كان سابقا، بهذه العبارة كان بدء النقاش بين عدد من الشباب المهتمين بالشأن التلفزيوني في جلسة صيف مسائية.

بدأ النقاش الذي جمع ثلاثة من الشبان حول الأحداث السياسية التي يشهدها العالم العربي، خاصة أحداث سورية، وامتد النقاش لشكل الشاشة التلفزيونية وما العوامل التي تجذب المشاهد لها وتجعله مشدودا إليها متعلقا بها حتى لو كان لديه التزامات مهمة.

فهد الشبرمي يؤكد أن اللون الأحمر في الشريط الذي يظهر أسفل الشاشة كانت لديه في السنوات السابقة القدرة الخارقة على ربط المشاهدين والتسمر أمام المحتوى التلفزيوني الظاهر أمامها، حيث يبدأ بكلمة عاجل وبعد ذلك يستمر الشريط في سرد التفاصيل على أكثر من صيغة تظهر الإيجاز الخبري حول الحدث المهم، والذي هو غالبا إما قرار دولي صارم أو حادثة سياسية ضخمة، أو كارثة بيئية أو إنسانية.

ويضيف الشبرمي: لا يتكرر الشريط الأحمر دائما، بل في بعض الأحيان نمضي أسبوعا أو أكثر لا نشاهد فيه الشريط الإخباري العاجل الأحمر، ولذلك اكتسب أهميته في عيون المشاهد وبات يجذبه، أما الآن فلم يعد ذا جاذبية كبيرة بسبب كثرة ظهوره المتكرر في جميع أوقات البث سواء كان ذلك الخبر عاجلا أم غير عاجل، وهذا ما جعل الشاشة الآن تفقد اللون المثير.

#2#

مرزوق الرشيدي يتفق مع الشبرمي في وجهة نظره، ويؤكد أن كثرة الأخبار المهمة وغزارة بثها وكثرة مصادرها أفقدت المشاهد الاهتمام المتقطع بالمحتوى الخبري المثير، وذلك لأن القنوات التلفزيونية الآن تواصل بثها لأحداث مهمة مثل المجازر التي يرتكبها النظام السوري ضد الأبرياء، وهذا في حد ذاته محتوى خبري مهم جدا ومستمر طيلة اليوم وليست أهميته مرتبطة بلون الشاشة من عدمها، بل المهم هو المحتوى الذي ربما لا يصاحبه اللون الأحمر.

ويبين الرشيدي: تسارع وتيرة الاحداث في سورية جعل جميع أوقات البث في القنوات الإخبارية هو وقت ذروة، وأضرب لك مثلا على ذلك بمجزرتي الحولة والقليبية حيث لم يفصل بينهما سوى ساعات فقط كما حدثت بينهما حالات قتل واعتقال وإطلاق نار، وكل تلك أحداث مثيرة وتجذب المشاهد بغض النظر عن اللون الذي يظهر على الشاشة ويصاحب التعليق على المادة الخبرية.

أما بندر الغامدي فإنه يود من جميع القنوات الإخبارية أن تقنن استخدام اللون الأحمر على الشاشة وأن تجعله فقط خاصا بالأخبار العاجلة وذلك حسب مقترحه لتشكيل الهويات اللونية للشاشة الإخبارية، حيث يقول: أنا غالبا لا أحب متابعة الأخبار الدائمة لأنها تبعث في نفسي الحزن، لذلك أرغب فقط في مشاهدة الأخبار العاجلة وهذا ما أتمناه، وأرجو أن يكون اللون الأحمر فقط مخصصا للعاجل من الأخبار حتى تتميز الشاشة بمجرد رؤيته فنتابع الخبر بشكل مختصر، أما وضع اللون الأحمر كما هو الآن فإنه خيار غير جيد اتبعته القنوات الإخبارية للتغطية ذات الزخم الكثيف من الأحداث، فوجدت نفسي تلقائيا لم أعد أعرف هل هذا الخبر عاجل أم غير عاجل؟

الأكثر قراءة