البيات الصيفي في المسكن

في الصيف حيث تتأرجح درجة حرارة الجو بين 40 و50 درجة مئوية يصبح الخروج من المسكن أمرا في غاية الخطورة، ويتعامد سقوط أشعة الشمس في أشهر الصيف في فترة الظهيرة، ما يسبب أذى كبيرا حال تعرض الإنسان لها، خصوصا الأطفال الذين ربما لا يدركون خطورتها.
ويعاني الكثير ممن يضطرون إلى الخروج في مثل هذه الأجواء انعدام الممرات المظللة في الكثير من الطرق وممرات المشاة، وذلك للحماية من أشعة الشمس، فيندر أن نجد في البيئة العمرانية التي نسكنها وجود مثل هذه الممرات، خصوصا في الطرق المؤدية من وإلى المسجد، سواء كانت تلك المظلات بشكل صناعي أو بشكل طبيعي عن طريق تشجير تلك الممرات، حتى في المواقف يندر أن تجد مظلات لمواقف الأسواق، لذا تصبح السيارات في مثل هذه الأجواء لهيبا لا يطاق، والطريف أن مواقف السيارات في أسواق غرناطة تم تظليل المواقف البعيدة دون اعتبار للمشاة بتظليل الممرات التي يمشون فيها إلى السوق، وكأنه عقاب لمن يرغب في الظل لسيارته!
لذا يكون البقاء في المسكن مطلبا لكل أسرة، خصوصا في ساعات النهار، حيث إن ساعات النهار تمثل الجزء الأكبر من اليوم في أشهر الصيف.
وتبدو الحاجة ملحة إلى محاكاة الكائنات الحية الأخرى في بياتها الشتوي أو الصيفي، حيث تمكث أشهرا عدة في مكان واحد وبنشاط محدود، أو ربما معدوم، وحين يتبدل الطقس تعاود نشاطها من جديد، لذا فإن تهيئة المسكن لما يمكن تسميته البيات الصيفي يتطلب أمورا عدة حتى لا يكون للساكن فيه رغبة في الخروج منه فيتأذى من أشعة الشمس أو أن يرهق كاهل الأسرة مصاريف خروجها اليومي في معظم أشهر الصيف طلبا لجو مريح لا يوجد في المسكن.
لذا فإني أضع بعض متطلبات البيات الصيفي في المسكن لتهنأ الأسرة ببيات سعيد وتسعد بعد البيات بنشاط أكيد.
• العزل الحراري للحوائط والأسقف، وهو أمر ضروري جدا، إذ إن الحرارة الخارجية تنتقل إلى الداخل من خلالها وحين تنتقل الحرارة إلى الداخل يصبح البيات في المسكن أمرا محالا.
• عزل النوافذ، وهو كالسابق، غير أن النوافذ لا بد من قفلها بشكل محكم.
• التكييف الصحراوي للمسكن، إذ هو رئته في الصيف حيث الهواء النقي البارد، لكن يفضل أن يكون في المناطق المفتوحة كالصالة والدرج وينصح بعدم إغلاقه طوال أيام الصيف عدا الأيام التي يكون فيها عواصف غبار، وأن يكون التشغيل على الوضع الخفيف.
• مكان للعب الأطفال، إذ إن نشاط الأطفال لا يتوقف في الصيف والشتاء، لذا فإن تهيئة مكان للعبهم ومع تكييف ذلك المكان مطلب لكل بيات.
• تهيئة السطح حيث يطيب المساء في مكان مفتوح إلى السماء ولو أمكن زراعة بعض جوانب السطح ووضع ''أصص'' تحوي شتلات وأزهارا حتى يصبح ملاذا للأسرة كل مساء.
• المسبح وإن كنت أفضل عدمه للأسر التي لم يكتمل نموها بعد حيث يصبح أمرا مقلقا لها ولصغارها، لكن البيات يتطلب مسبحا صغيرا ربما يكون ذا عمق 50 سم من البلاستيك للعب الأطفال.
هذه بعض المتطلبات ليصبح المسكن مهيأ لمواجهة القيظ في بيات صيفي هانئ وبدل محاكاة الطيور المهاجرة، والتي أصبح اليوم معظم أماكن الهجرة مشوبة بالخطر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي