رسالة إلى العلاقات العامة في ناقلنا الوطني (1)

سعدت برد عبد الله الأجهر مساعد مدير عام ''الخطوط السعودية'' للعلاقات العامة، الذي نشر في العدد 6817 في جريدة ''الاقتصادية''، التي تعتبر صحيفة نخبوية ومتخصصة. كان ذلك الرد تعقيبا على مقالي ''الخطوط السعودية والهروب من المسؤولية الوطنية'' المنشور في العدد 6797. واحتوى على حقائق لا ننكرها، لكنه أغفل حقائق أخرى يجب أن يعترف بها أولا ويذكرها ثانيا كي تتحقق العلاقة البناءة بين المواطن وناقله الوطني، أي ''الخطوط السعودية''. وفيما يلي أقتطف عبارات من الرد وليأذن لي بالتعليق عليها:
يقول:- ''خاصة مع الطلب الهائل والمتزايد على السفر في بلد بحجم القارة''.
وأقول: ''أتمنى من كل المسؤولين في المملكة وكذلك ''الخطوط السعودية'' الحذر عند استخدام عذر أننا بحجم قارة عندما نعلل فشل أو عدم إنجاز المشاريع التنموية، فالحجم الجغرافي في كثير من التطبيقات لا يعوق إنجاز المشاريع، بل إنه يكون عونا لها كمشاريع الإسكان مثلا. والحجم الجغرافي الكبير يتطلب موازنات وجهودا إدارية كبيرة في مشاريع أخرى مثل الطرق، أما في النقل الجوي الداخلي فإن المسافة بين أبعد مطارين في المملكة (نجران والقريات) لا تصل إلى ألف ميل بحري وهي نصف مدى طائرة (إمبراير) الطائرة الأصغر في أسطول ''الخطوط السعودية''.
يقول: ''وحرصت - أي ''الخطوط'' - دائما على بذل أقصى جهد مستطاع لتلبية هذه المتطلبات في جميع الأوقات وذلك بمنظور وطني ودون هدف ربحي، حيث إن الإيرادات المتحققة من التشغيل الداخلي لا تغطي الحد الأدنى من التكاليف نتيجة لتدني الأسعار الداخلية قياسا بالأسعار المطبقة في معظم بلدان العالم''.
وأقول: ''عندما تطرقت للتكاليف وأسعار التذاكر الداخلية فإنك قد أخفيت حقائق مهمة عن المواطن والقارئ - إما عمدا وإما نسيانا، خاصة أن ''الاقتصادية'' جريدة النخبة من رجال المال والأعمال الذين يدركون جميع أبعاد عناصر التكاليف والعوائد. الحقائق المغيبة هي أن ''الخطوط السعودية'' مؤسسة حكومية تنعم بدعم حكومي كبير مباشر وغير مباشر حيث تحصل على الوقود بسعر رمزي ولها موازنة ضخمة من وزارة المالية ولها امتيازات أخرى لا تتوافر لأغلبية الخطوط الجوية في العالم، كما أن عليكم الاعتراف بأن ''الخطوط'' تخسر ليس بسبب أسعار التذاكر الداخلية فقط، بل لأسباب متعددة يعرفها الكثير وتصب في عامل سوء الإدارة ومنها ترهل القوى البشرية، وارتفاع التكاليف التشغيلية الثابتة والمتغيرة وغيرها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي