غموض الخبر يصيب الشاشة بالذهول .. «العاجل» عندما يصبح خاطئا

غموض الخبر يصيب الشاشة بالذهول .. «العاجل» عندما يصبح خاطئا
غموض الخبر يصيب الشاشة بالذهول .. «العاجل» عندما يصبح خاطئا

في غمرة تسارع وتيرة تطورات الأحداث السياسية في المنطقة، وفي ظل التسابق المحموم من القنوات الفضائية على كسب قصب السبق الإعلامي بالخبر العاجل، تظهر أخبار عاجلة على شاشة القنوات الفضائية ويتم تداولها لساعات طوال، وبعد ذلك كله يكتشف المشاهد أن الخبر العاجل كان خطأ ولم يكن هناك خبر من أساسه.

#2#

لعل أبرز مثال يجسد هذه الحالة، هو تداول خبر وفاة الرئيس المصري السابق حسني مبارك دماغيا والذي تم تداوله يوم الأربعاء الماضي بشكل واسع شمل جميع القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية العالمية، حتى أن محطة سي إن إن العالمية ذات المصداقية العالية عبر سمعتها العالمية وعبر مصادرها القوية أكدت وانساقت خلف خبر وفاة حسني مبارك دماغيا، ناقلة بذلك خبر وكالة أنباء الشرق الأوسط التي أكدت الخبر ونقلته عبر موقعها الإلكتروني، ناهيك عن قنوات تلفزيونية كثيرة منها قناة العربية التي نقلت الخبر، وأفردت مساحات واسعة لتحليله كما استضافت الخبراء السياسيين والاستراتيجيين للحديث عن أبعاء تأثر المشهد السياسي بغياب مبارك وتأثيرات ذلك على واقع الأزمة المصرية، لكن بعض القنوات العربية ترددت كثيرا في تأكيد خبر وفاة مبارك عبر نقلها المباشر، مما جعلها تنقل خبرا ينافي خبر الوفاة وهو تدهور الحالة الصحية لمبارك واستقرارها وفقا لمصدر عسكري أكد لهم ذلك.
الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام في بادئ الأمر كلها كانت تشير إلى مصداقية الخبر العاجل الذي ضجت به القنوات التلفزيونية، إلا أن المربك في المشهد الإعلامي ذلك المساء هو خبر وكالة رويترز للأنباء الذي بثته عاجلا بناء على تصريح مصدر مسؤول في المجلس العسكري المصري والذي يؤكد أن حالة الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك كانت متدهورة إثر جلطة قلبية ولكنها الآن مستقرة ولم يتوف دماغيا.
هذا وأوضح بندر الرافعي المتخصص في المحتوى الإعلامي أن مصدر الخبر هو من يجعل حارس البوابة غير مسيطر على المعلومة، وأن ما رأيناه من اندفاع القنوات الفضائية العربية والعالمية وانتشار خبر وفاة مبارك فيها هو سياق طبيعي لأهيمة الخبر في واقعه السياسي وعمقه العربي إضافة إلى أنه جاء من جهة هي وكالة أنباء رسمية هي وكالة أنباء الشرق الأوسط ، لكن ما لم يكن في الحسبان هو أن الخبر غير صحيح، وهو ما يستدعي من القنوات التلفزيونية الرصينة أن تبحث عن مصادر لأخبارها غير المصادر التي تنقل لها الأخبار.
وزاد الرافعي أن المراسل الصحافي الميداني عادة هو الذي يبني مصادر القنوات التلفزيونية والإذاعية وعليه يقع عاتق تدقيق وتمحيص مثل هذه الأخبار.
هذا وأعلنت وكالات الأنباء ومنها وكالة الصحافة الفرنسية بأن الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك توفي ''سريريا'' عقب وصوله إلى مستشفى المعادي العسكري في جنوب القاهرة. وأضافت المصادر الطبية أن ''قلب مبارك توقف عن النبض وتم إخضاعه لجهاز الصدمات الكهربائية أكثر من مرة لكنه لم يستجب''. وأكدت المصادر لوكالة الصحافة الفرنسية أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك توفي سريريا، إثر وصوله مساء الثلاثاء الماضي إلى مستشفى عسكري جنوب القاهرة، بحسب ما أعلن مصدر رسمي. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية: ''إن الرئيس السابق حسني مبارك توفي إكلينيكا عقب وصوله إلى مستشفى المعادي للقوات المسلحة مساء اليوم الثلاثاء''.
وفي وقت سابق من مساء الثلاثاء تم نقل مبارك من سجن طرة جنوب القاهرة إلى مستشفى القوات المسلحة في المعادي جنوب القاهرة لتلقي العلاج وذلك بعد ''تدهور سريع'' في صحته وإصابته بجلطة في المخ.
وكان مصدر في مصلحة السجون قد أعلن قبيل ذلك لوكالة الصحافة الفرنسية أنه ''تم نقل مبارك إلى المستشفى العسكري في المعادي في القاهرة وإدخاله العناية الفائقة بعد أن أصيب بجلطة في المخ''.

الأكثر قراءة