رسالة إلى العلاقات العامة في ناقلنا الوطني (2)
أبارك في مقدمة المقال للأستاذ عبد الله الأجهر بترقيته للمرتبة الجديدة وهي (المساعد التنفيذي) بدلا من السابقة (المساعد)، وهذا يعني - إداريا - ترقية مهام وواجبات العلاقات العامة لتكون في مصاف أعمال رئيسة في الخطوط السعودية مثل العمليات والمالية. الموقع الجديد لإدارة العلاقات العامة كتقسيم إداري في الهيكل العام للخطوط السعودية لم أره في الخطوط الجوية الكبرى، حيث يكون تحت الإدارات المعنية بالتسويق، وذلك بسبب طبيعة الأعمال المنوطة بتخصص العلاقات العامة في الناقلات الجوية. وقد يكون للخطوط السعودية خصوصية لا نعلمها في إنشاء وتوزيع الإدارات ذات مستوى (المساعد التنفيذي) رغم نتائج الدراسات الاستشارية لإعادة هيكلها، التي قام بها عديد من الشركات العالمية. يبدو أن ما وصل إليه حال (العلاقات العامة) بين الخطوط السعودية والمواطنين أدى إلى هذا التكتيك الإداري، عله ينقذ واقع الصورة الذهنية التي يحملها المواطن تجاه ناقله الوطني. أتت ترقية إدارة العلاقات العامة في الوقت الفاصل بين مقالي الأول وهذا المقال، ما يزيد من مطالبي ومطالب المواطنين من إدارة العلاقات العامة الجديدة المتمثلة في نشر جميع المعلومات حسنها وسيئها، وألا تنتقي إدارة العلاقات العامة أخبارا وتنسى أو تتناسى أخبارا، لأن الشفافية وقول الحقيقة له تأثير إيجابي دائما، سواء على رفع جودة خدمات ''الخطوط السعودية'' أو على الارتقاء بثقافة المواطن السعودي، ليس في أعمال الخطوط السعودية فحسب، بل على صناعة النقل الجوي برمتها. فلقد رأى المواطن نتيجة تعقيب العلاقات العامة على مقالي، الذي أدى إلى مشاركة الهيئة العامة للطيران المدني بأنها قادرة على التعامل مع مزيد من الرحلات الجوية الداخلية، مفندة ما أوحى به التعقيب. لقد مر على الخطوط السعودية عديد من الحالات التي استدعت تدخل العلاقات العامة ومعالجتها بطريقة احترافية تليق بسمعة الخطوط السعودية ومكانتها، مثل ما جاء في المقابلة التي نشرتها الصحيفة الإلكترونية أو قضية لحوم الحمير التي أراها أشهر قضية رأي عام تعرضت لها ''الخطوط'' في تاريخها، وكان عليها - كما تقتضي مهام العلاقات العامة - طلب البينة أو المحاكمة والتعويض عن الضرر. إلا أن تفاعل إدارة العلاقات العامة لم يكن بالمستوى المطلوب منها في مثل هذه القضايا التي تصب في قلب تخصص العلاقات العامة كعلم ومهنة.