قروية اسكتلندية تبهر العالم في برنامج مسابقات وتصبح نجمة تواجه الشهرة المفاجئة

منذ أول ظهور لها أسرت المشاهدين الغربيين، بعذوبة صوتها وفوضى هندامها اللذين كانا ركنين رئيسين في جذب الجمهور لها.
سوزان بويل قروية اسكتلندية تبلغ من العمر 47 عاماً ( مواليد 1961 ) أشتهرت عندما أذهلت العالم بصوتها بعدما كانت محل سخرية بسبب هيئتها عندما غنت في برنامج اكتشاف المواهب البريطاني الشهير Britain's got talent في 11 نيسان (أبريل) 2009 وحملت أغنيتها اسم '' حلمت حلماً I Dreamed a Dream ''المأخوذة من مسرحية موسيقية عن رواية البؤساء.
الاسكتلندية سوزان بويل أصبحت نجمة عالمية بفضل صوتها الرائع ومشاركتها في نهائيات مسابقة مواهب بريطانية نقلت إلى مستشفى للأمراض النفسية بعد المسابقة مباشرة بسبب حالة الإرهاق التي عانت منها.
وكانت بويل الأوفر حظا للفوز بالمسابقة التي تبثها محطة ''اي تي في'' التلفزيونية، بيد أن فرقة ''دايفيرسيتي'' التي تضم راقصين من إثنيات مختلفة حلت في المرتبة الأولى.
وشعرت سوزان بويل، التي كانت تعتبر الأوفر حظا للفوز بهذا البرنامج التلفزيوني، بخيبة أمل شديدة جراء هذه النتيجة، لكنها ما لبثت أن تمالكت نفسها وقالت إن ''الأفضل قد فاز''. ورد الثنائي ''ديك آند انت'' مقدما البرنامج عليها قائلين إن كلماتك هذه تبين كرمك تجاه الآخرين.
إلا أنها، حسب شهود عيان، قالت بعد انتهاء البرنامج ''أكره هذا البرنامج'' وكانت غاضبة جدا ورمت بكوب من الماء على أحد القائمين على البرنامج الذي حاول تهدئتها. وخرجت هذه المرأة غير المتزوجة العاطلة عن العمل من الظل لتحقق شهرة كبيرة. وبسرعة فائقة جال أداء سوزان جميع أنحاء العالم بفضل موقع ''يو تيوب''. وتمت مشاهدة التسجيل المصور لمشاركتها أكثر من مائة مليون مرة، لتصير مادة الحديث على مختلف وسائل الإعلام، بدءا من الولايات المتحدة، مرورا بالصين واليابان ووصولا إلى أستراليا.
ووجدت النجمة الجديدة التي كانت تعيش وحيدة مع قطتها في شقة في مجمع سكني شعبي في بلاكبرن قرب إدنبره في جنوب شرق اسكتلندا، على ما يبدو صعوبة في التأقلم مع شهرتها المفاجئة والضغوط الإعلامية لتبدأ في إظهار بوادر اضطراب عصبي في الأيام الأخيرة الماضية.
ولكن ورغم خروجها خالية الوفاض من برنامج للهواة، هيمنت سوزان بويل، على عناوين الصحف البريطانية التي عزت هزيمتها إلى تلفظ المغنية الناشئة بألفاظ نابية، وتقديرات بجني المغنية الاسكتلندية 8 ملايين جنيه استرليني بعد ظهورها في البرنامج.
وكانت سوزان قد غنت بصوتها الساحر أغنيتها المفضلة ''آي دريمد آي دريم'' في النهائيات التي وصفتها بأنها ''أهم أمسية في حياتي''. وظهرت على المسرح مرتدية فستانا طويلا براقا رمادي اللون مائلا إلى الأزرق، وغنت الأغنية وهي من ضمن المسرحية الغنائية ''لي ميزيرابل'' (البؤساء) التي سبق أن غنتها في نيسان (أبريل) خلال تصفيات المسابقة التي تشهد رواجا كبيرا. وكان أداؤها الرائع قد صعق حينها أعضاء لجنة التحكيم.
وقال إخصائي علم النفس الدكتور غلين ويلسون لهيئة الإذاعة البريطانية ''بي. بي. سي'' إن ما تواجهه سوزان هو ''الشهرة المفاجئة لشخص منحدر من أصول اجتماعية بسيطة جدا. إلا أن أجواءها الحقيقية البسيطة هي التي تقدم لها العون العاطفي والحب، أما الشهرة هذه فتجيء إليك بخليط من الإعجاب والكره في أجواء غير طبيعية من إنتاج وسائل الإعلام''. وأضاف الدكتور ويلسون ''إنها ستواجه الكثير من المتاعب في المحافظة على جذورها الأصلية والتي تشكل هويتها الأساسية، وستكون محاطة بأشخاص يريدون جزءا من نجاحها، ولهذا ستجد صعوبة في إيجاد أناس تثق بهم''.
كما اختيرت النجمة الاسكتلندية سوزان بويل للغناء لملكة بريطانيا إليزابيث الثانية في مناسبة الاحتفال بيوبيلها الماسي.
وذكرت صحيفة (الصن) البريطانية أن بويل (50 عاماً) التي انطلقت عام 2009 من برنامج (بريطانيا تملك الموهبة) على الرغم من بساطتها وتقدمها في السن وتحولت إلى نجمة عالمية، ستشارك في إحياء الحفل التكريمي للملكة بمناسبة اليوبيل الماسي لجلوسها على العرش. وتعاني بويل من إعاقة ذهنية وهي ترهل في الدماغ بسبب نقص الأوكسجين عند الولادة.
كما أعلنت أخيرا جامعة الملكة مارغريت عزمها على منح المغنية الاسكتلندية سوزان بويل دكتوراه فخرية.
وستنال بويل في 6 تموز (يوليو) المقبل دكتوراه الفخرية من جامعة الملكة مارغريت في أدنبره، التي درست فيها وحصلت منها على شهادة بالرعاية، تكريماً لها على مساهمتها الإبداعية.