«الكاميرا» الشاهد الوحيد على مجازر الأبرياء
لايوقظ العالم من سباته نحو المجازر التي يرتكبها نظام الأسد سوى الكاميرا، فهي ترصد وتوثق، وتنقل أدق تفاصيل الألم وأبعاد الزمان والمكان، فتفتح للعيون نظرة التأمل في آفاق الألم.
هذا ما حدث بالضبط لمجزرة التريمسة، حيث نقلت كثير من القنوات الإخبارية التلفزيونية والإذاعية العالمية والعربية والمحلية هذا الحدث وتصدر عناوين نشرات الأخبار والبرامج والتغطيات، وخصصت له حلقات البرامج السياسية.
قناة العربية كانت إحدى القنوات السباقة في نقل التفاصيل تلفزيونيا حول هذه الحادثة حيث سردت تفاصيلها الإخبارية على شكل عاجل، ونقلت أن 305 أشخاص قتلوا في مجزرة جديدة بالتريمسة الواقعة في ريف حماة ارتكبتها قوات النظام السوري، حسبما أكد المجلس الوطني السوري في بيان له، مضيفاً أن عدد الجرحى تجاوز المئات. كما تم منع فريق للمراقبين الدوليين من الوصول إلى التريمسة، حسبما أفادت وكالة "رويترز".
وخصصت القنوات التلفزيونية مساحة كبرى للمجلس الوطني السوري حينما أعلن الحداد في البلاد لمدة ثلاثة أيام على أرواح الضحايا، فيما وصف رئيس المجلس عبد الباسط سيدا الوضع الحالي بـ "الكارثي" ورحب بانشقاق مناف طلاس، داعياً كافة العسكريين للانشقاق.
أما ردود الأفعال فتصدرت النشرات بعد ساعات من تصدر الخبر للنشرات، فكانت دعوة باريس لمجلس الأمن لتحمل مسؤولياته تجاه ما حدث في التريمسة هي أول المواقف، بينما طالبت المعارضة السورية مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار "عاجل وحاسم" حيال نظام دمشق، إثر المجزرة التي راح ضحيتها 305 قتلى في بلدة التريمسة في ريف حماة، حسب لجان التنسيق المحلية.
المركز الإعلامي السوري كان على تواصل مع القنوات التلفزيونية والاذاعية لحظة بلحظة لتزويدها بكافة تفاصيل المجزرة حيث جائت تفاصيل الحادثة حسب نقل المركز ان من من بين الضحايا أطفال ونساء، قضوا على أيدي عناصر الجيش النظامي، كما أفاد الناشطون بوجود عشرات الجثث ملقاة داخل الأراضي الزراعية وداخل المساجد.
وفي أبشع جوانب هذه المجزرة صورت التغطيات الاخبارية شهادة لعضو الهيئة العامة للثورة السورية في حماة، باسل درويش قال فيها أن معظم القتلى قضوا ذبحاً بالسكاكين، مشيراً في الوقت ذاته إلى وجود عشرات الجثث المحترقة على حافة نهر العاصي بحماة. كما أبرزت التغطيات وجها مأساويا آخر للمجزرة وهو، أن من بين القتلى 3 عائلات ذبحت بالكامل، فضلاً عن مصرع عناصر من الجيش السوري الحر في الاشتباكات مع قوات الأسد، حيث كانوا يدافعون عن سكان القرية، بحسب الناشطين السوريين.
وتعليقاً على المجزرة لم تنسى وسائل الاعلام تبني بيان أصدره المجلس الوطني السوري بياناً حمل فيه دول مجلس الأمن مسؤولية وقف المجازر والإبادة في سوريا حالاً، كما حمل هذه الدول المسؤولية الكاملة عن حماية السوريين العزل ووقف هذه "الجرائم المخزية والتي يشكل التساهل معها عاراً على الإنسانية جمعاء".