فن التسوق .. بين المرأة والرجل
المرأة والرجل محورا الحديث الدائم في كثير من المجالات النظرية والعملية. وقد خضعت المقارنة بين الجنسين إلى كثير من الدراسات الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية وغيرها من الدراسات التي تجسدت في جوانب فرعية أخرى كالإدارة والتسويق والمحاسبة والفنون إلى فروع أخرى مختلفة. وتظل تلك المقارنات لا تنتهي حتى على مستوى الحياة البسيطة للإنسان كالأسرة ومجال العمل والحياة الزوجية وانطلاقا من الثقافات الاجتماعية يتمركز دور الرجل والمرأة في قالبه المعروف والمقبول اجتماعيا وفق الدين وطقوس المجتمع وعاداته وتقاليده ويتجسد ذلك على مستوى العالم لتصنع بتلك العناصر الخطوط الحمراء لمفاهيم الابتعاد عن العيب والخطأ وفي ظل تلك الظروف المختلفة فإن هناك فروق مهمة بين تفكير الرجل والمرأة ليس لأن الرجل أفضل أو العكس، حيث لا يزال كثيرون يؤمنون بمبدأ التطابق، بينما توضح كل الدراسات العلمية أن الاختلافات هي اختلافات تكميلية لذا فنحن لا نستطيع أن نقارن بين متغيرات مختلفة. وفي شغف التسوق طرحت دراسات متعددة عن ارتفاع نسبة النساء مرتادات السوق بصورة مضاعفة سبع مرات عن الرجال، حيث ترى المرأة أن التسوق متعة بينما الرجل ينظر إلى التسوق على أنه عبء وإهدار لميزانية الأسرة خاصة عندما تقوم المرأة بشراء بعض الأمور التي يدرك الرجل أنه لا فائدة من اقتنائها وبذلك قد لا يعلم الرجل أن هناك جانبا نفسيا للمرأة يقوم على أن السعادة تكمن في الشراء وهي لا تكمن أبدا في كيفية الاستفادة من السلعة التي حرصت المرأة على شرائها بل مفهوم المتعة النفسية تكون منذ بداية وضع السلعة في سلة الشراء بمعنى أن المرأة في كثير من الأحيان لديها عنصر الاقتناء أولا ثم بعدها يأتي التفكير في الاستفادة من السلعة وهذا ما يجعل المرأة تعتبر على مستوى المقارنات هي أكثر إهدار للمال من الرجل الذي بطبيعته الذهنية يفكر كيف يستفيد من السلعة قبل شرائها، أضف إلى أن المستلزمات التي تحتاج إليها المرأة هي من الأساس أكثر من الرجل. وقد تذكرت قبل فترة إحدى الحالات وهي أم لطفلين قد روت لي عن مأساتها مع زوجها الذي يصل دخله الشهري إلى عشرين ألف ريال ولكن بعد أسبوع فقط لا يبقى معه سوى خمسمائة ريال وتضطر لسرقة المال من والدها حتى لا يكتشف زوجها مشكلة إهدارها للمال وقد تعرضت لمشكلات كبيرة من والدها وصلت إلى أن يضربها بعد أن اكتشف تلك السرقات .. قصص كثيرة نسمعها عن إهدار بعض النساء للمال ولكن الأهم هو أن يكون ترشيد صرف المال منذ صغر الفتاة في منزل أسرتها وذلك من أجل ترويض تلك النزعة في الاقتناء من خلال إعطائها مبلغا محدودا كالمصروف الشهري مثلا بل ومطالبتها بتسجيل القنوات التي صرف فيها ذلك المبلغ ليس للقضاء على رغبة المرأة في الشراء ولكن للترويض تلك الرغبة وتقنين ذلك الدافع الذي ربما يرتفع طرديا مع زيادة دخل الأسرة.