مخرجون مغاربة يتألقون في مهرجان للأفلام القصيرة
لا يزال مهرجان الفيلم القصير المتوسطي في مدينة طنجة المغربية في عامه العاشر يفتح مجالا فسيحا لصناع السينما من الجيل الجديد لعرض إنتاجهم.
وشارك في المهرجان هذا العام 52 فيلما من 21 بلدا في حوض البحر المتوسط عرضت على مدى ستة أيام بين الأول والسادس من تشرين الأول (أكتوبر).
ويرى كثير من المخرجين الشبان الذين يبدأون مشوارهم في المجال السينمائي في مهرجان الفيلم القصير في طنجة فرصة مهمة لتقديم أنفسهم.
وقال المخرج المغربي يونس المؤمن: هذا تجمع أعتبره بالغ الأهمية خصوصا لصناع السينما الشبان مثلنا والذين يبدأون العمل في مجال السينما. مهم جدا.
ويتزايد الاهتمام في أوروبا وشمال إفريقيا حاليا بالأفلام القصيرة حيث لا تحتاج إلى ميزانيات كبيرة ويمكن تصويرها بكاميرا الفيديو العادية أو حتى بكاميرا الهاتف المحمول. كما يتسع المجال لعرض الأفلام القصيرة على الإنترنت وأجهزة الهاتف المحمول المتطورة.
وقالت المخرجة المغربية أسماء المدير: أنا أعشق السينما. أحبها حقا وأستمتع بالأفلام القصيرة بصفة خاصة لأن كل شيء يبدأ منها. في مساحة زمنية قصيرة.. 13 أو 15 دقيقة.. وقت محدود جدا.. تقول كل ما تريد أن تقوله. لا 60 دقيقة ولا ساعتان أو ثلاث ساعات لتتحدث وتتحدث وتتحدث، بل لديك 15 دقيقة فقط تثبت فيها أنك مخرج وتقول ما تريد أن تقوله. لذلك أنا هنا.
ويحتاج العديد من دور العرض السينمائي التي بنيت في عهد الانتداب الفرنسي في المغرب إلى إصلاح وترميم. ولكن المستثمرين يفضلون بناء دور جديدة متعددة القاعات للعرض السينمائي في مناطق التجمعات السكانية في المدن عوضا عن ترميم دور العرض القديمة التي تغلق أبوابها تباعا. وباتت قضية دور العرض تشغل اهتمام بعض صناع السينما في المغرب. وقالت المخرجة المغربية زينب التوبالي: فيلمي يتناول مشكلة إغلاق دور السينما. ثمة مفارقة في المغرب لأن السينما تطورت في السنوات القليلة الماضية. نحن ننتج أفلاما أكثر هنا كل عام لكن دور العرض السينمائي نفسها تغلق أبوابها. هذه هي المفارقة. ويضم المغرب حاليا عشرة معاهد لتعليم فنون السينما. ويرى مهدي هاود الطالب في أحد تلك المعاهد أن ثمة نقاطا مشتركة بين مشاهدة الفيلم القصير في دار السينما ومشاهدته من خلال الإنترنت.
وقال هاود: الأثر الذي يتركه الفيلم عند عرضه في السينما لا يماثل تأثير عرضه على الإنترنت. العرض في السينما تأثيره أكبر في واقع الأمر فهناك جمهور يشترك في المشاعر في الوقت نفسه، لكن الإنترنت يتيح فرصة لمشاهدة الأفلام ثم إعادة مشاهدتها مجددا وتحليلها. لذلك أعتقد أن هناك بعض النقاط المشتركة بين السينما والإنترنت.
وفاز بالجائزة الكبرى للمهرجان الفيلم الإيطالي "حمولة" للمخرج كارلو سيروني، بينما حصل الفيلم الكرواتي "المظلة" للمخرج يوري بافلوفيتش على جائزة أفضل إخراج. كما منحت جائزة أفضل سيناريو للكاتبة والمخرجة المغربية مريم التوزاني عن فيلم الليلة الأخيرة.