دبي والسياحة الآمنة

قبل سنوات طويلة جدا كتب الأستاذ القدير تركي السديري رئيس تحرير الزميلة "الرياض" مقالا في عموده اليومي، ما زلت أذكر محتوى ذلك المقال جيدا وأدرك أبعاد تبعاته. في ذلك المقال أبدى الأستاذ تركي رأيه المعارض لنشر (أخبار الحوادث) في الصحف اليومية وأنه سينأى بصحيفته عن منهجية صحيفة عربية كبرى اشتهرت بحجم محتوى أخبار الحوادث والوفيات وتعازيها، لأن تلك الأخبار، كما يقول الأستاذ تركي، لا ترقى لمرتبة المحتويات الأصيلة التي تشكل صفحات صحيفة رزينة. كان ذلك المقال قبل العولمة والفضائيات والإنترنت وعندما لم يكن لدينا إلا صحف رزينة وقبل أن تولد صحف التابلويد وقبل أن تتحول بعض صحفنا الرزينة – وللأسف - إلى صحف تابلويد معظم محتواها من مواد الإثارة الشعبية. تذكرت ذلك المقال وأنا أتجاذب الحديث مع صديق عن وجهته في إجازة الحج فكان جوابه لي مؤثرا وغنيا ويدعو إلى التوقف. يقول إنه سافر بعائلته إلى كل الدول السياحية بما فيها فرنسا وسويسرا وماليزيا وتركيا، إلا أن عائلته تفضل دوما دبي وترى فيها إرضاء أكثر من غيرها لمتطلباتهم الترويحية. وأردف صديقي قائلا، وأنا بدوري أكثر منهم سعادة باختيار دبي لأني أستطيع تركهم يسرحون ويمرحون وحدهم وأنا مطمئن بينما أتفرغ لمتابعة أعمالي، حتى أبنائي الأطفال لا أشعر بقلق عندما أتركهم في فعاليات الأطفال وحدهم فأنا مطمئن أنهم في أمان حتى أعود إليهم. قلت له إن كانت السياحة أصبحت لا تعتمد على الأجواء، بل على المرافق فنحن قادرون على المنافسة وتدوير أموالنا بيننا، نحن يا صديقي نتكلم عن تدوير 20 مليار ريال في الخارج كل عام وهي في زيادة. قال ألا تقرأ الصحف وما تحمله من أخبار مخيفة كل يوم من اختطاف واغتصاب وعمليات سطو عنيف في وضح النهار، أنا لا أستطيع ترك أطفالي وحدهم حتى في ملاهي مراكز التسوق الكبرى. تركت صديقي وأنا أفكر في كلامه بعمق ليس لأن كلامه جديد بالنسبة لي لكن لأن عامل الأمن أصبح يضرب في جبهات فرعية لكنها عالية القيمة الاقتصادية كالسياحة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي