ريبورتاج يسلط الضوء على أكبر حزب سياسي في العالم
تمتاز الريبورتاجات التلفزيونية بتسليط الضوء على القصص الإخبارية ذات الطابع الغريب أو غير المألوف أو حتى المتميز أو المختلف عن السياق السائد في المجتمع.
ولعل من القصص التلفزيونية المتميزة التي تم بثها أخيرا هو ماتناقلته القنوات الفضائية حول أكبر حزب سياسي في العالم، حيث قال يانج ليوي، أول رائد فضاء صيني يزور الفضاء الخارجي، إن الحزب الشيوعي الحاكم سيفتح فرعا له في الفضاء فور أن يتم تجميع محطة فضاء صينية دائمة، وهو حدث متوقع في عام 2020. وكان يانج، عضو الحزب والطيار السابق في جيش التحرير الشعبي، جادا في كلامه.
وذكر الريبورتاج التلفزيوني أن الحزب يبلغ عدد أعضائه 82 مليون عضو، يملك نحو 9. 3 مليون فرع، تتخلل الملاهي الليلية وشركات التكنولوجيا المتقدمة والشركات الأجنبية متعددة الجنسيات. كما تتباهى ''منظمة الشباب الشيوعي'' بأنها تضم نحو 75 مليون عضو.
وزادت عضوية الحزب بما يربو على عشرة ملايين عضو منذ مؤتمر الحزب الأخير في عام 2007، وسط مخاوف من أن بعض الصينيين ينضمون إلى الحزب من أجل تكوين علاقات شخصية وتجارية، أكثر من كونهم ينضمون من أجل التزام فكري.
وقال يانج جيان تشونج، رئيس شركة ينجلي سولار، أحد أكبر الشركات الصينية المصنعة للخلايا الضوئية، والمسجلة فى نيويورك، لوسائل الإعلام العام الماضي إن فرع الحزب في الشركة سجل عضوية 839 عضوا من بين 12 ألف عامل فيها.
ويظهر أعضاء بارزون آخرون في الحزب في حملة دعائية على لوحات إعلانات مثبتة بشكل خاص بجوار بعض الطرق الرئيسة في بكين، إضافة إلى المواقع الإلكترونية لوسائل الإعلام الرسمية والبرامج التليفزيونية للترويج لمؤتمر الحزب، والذي يبدأ في الثامن من تشرين ثان (نوفمبر) الجاري.
ومن بين 2270 مندوبا حزبيا من المقرر حضورهم المؤتمر في ''قاعة الشعب الكبرى'' في بكين، مينج جوانج بين، صانع أحذية لي فينج، وهو إسكافي في منتصف العمر من مدينة هاربين شمال شرقي البلاد، والذي أصلح 120 ألف حذاء مجانا وتبرع بمبلغ 50 ألف يوان(ثمانية آلاف دولار) للأعمال الخيرية، وفقا لسيرة ذاتية رسمية عنه.
ومن بين المندوبين أيضا السباح جياو ليو يانج(21 عاما) الفائز بالميدالية الذهبية في بطولة لندن للألعاب الأولمبية، والذي انضم للحزب في عام 2008 وسيمثل الجيش في المؤتمر.
وكان لي فينج جنديا روج له زعيم الحزب السابق ماو تسي تونج خلال فترة الستينيات على أنه نموذج للإيثار خلال فترة الستينيات من القرن الماضي.
وأجرى الحزب حملة أخرى للترويج لـ ''روح لي فينج'' قبل مؤتمر العام الجاري، مشجعا المسؤولين على استلهام النموذج الأخلاقي المتميز منه بعد سلسلة من فضائح الفساد التي أضرت بصورة الحزب.
ويتعين على أعضاء الحزب المحتملين أن يجروا مقابلات ويحضروا دورات في السياسة قبل قبولهم في الحزب. كما يجري مسؤولو أفرع الحزب تقصيا للخلفية العائلية والحياة الشخصية لكل متقدم.
ويحكم الحزب الذي أسس في عام 1921 البلاد منذ 63 عاما، عندما أعلن ماو تأسيس جمهورية الصين الشعبية في أول تشرين أول (أكتوبر) 1949.
وعدل الحزب، الذي كان يغلب عليه العمال والفلاحون، من قانونه الأساسي في عام 2002 للسماح لرجال الأعمال و''قوى جديدة'' أخرى بالانضمام.
فقط 169 عضوا، أو ما يعادل 7 في المائة، من المندوبين الذين يحضرون مؤتمر هذا العام مسجلين كعمال، بينما 23 في المائة من المندوبين من النساء، وفقا لما ذكره وانج جينج قينج، نائب رئيس إدارة التنظيم في الحزب، لوسائل الإعلام الرسمية.
وقال وانج إن متوسط أعمار المندوبين هو 52 عاما، وأن 93 في المائة منهم حاصلون على درجات جامعية.
وعلى الرغم من التغييرات لا يزال أعضاء الحزب يخاطبون بعضهم بكلمة ''رفيق'' في الخطابات الرسمية.
ويرسخ الدستور لقيادة الحزب للصين ويروج لـ ''التحديث الاشتراكي'' المستند للشيوعية الماركسية اللينينية، وأفكار ماو تسي تونج، والمذهب الفكري المعاصر للزعيم دينج شياو بينج، الذي أطلق الإصلاح الاقتصادي في الصين، وخليفتيه جيانج تسه مين وهو جين تاو.
ويصادق المؤتمر، الذي يعقد كل خمس سنوات منذ عام 1977، على التغييرات المقررة لفترات طويلة في التوجه الفكري للحزب ويختار اللجنة المركزية، والتي تجتمع سنويا وهي أعلى سلطة في الحزب.