عيش ودع غيرك يعيش
• الحياة هبة من الله عز وجل وهبها خلقه أجمعين. وهبها للعابدين والعاصين, الانس والجن والحيوانات والنباتات, للكواكب والنجوم, بل للكون أجمع. ولا يحق لأحد التحكم في حياة أحد أو كيفية عيشه. وقد قال الله سبحانه في محكم كتابه {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} وقد نزلت هذه الآية في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حينما كان يستغفر لعمه حتى يتوب الله عليه, الا ان عمه لم يدخل الاسلام. ونتعلم من الآية بأن الامر كله بيد الله وأمر المحاسبة هو حقٌ يتفرّد به عز وجل. وقال صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده) أي كفى الناس "شرّه"
• الحياة كما أعرفها هي الحب, التنفس, العيش, الحرية. ففي الحب حياة, وفي التنفس حياة, وفي العيش حياة, وفي الحرية "الحياة". ويختلف تعريف كل ما سبق بين شخص لآخر بالاعتماد على عقليته ومعرفته وخبرته الحياتية. ونفس الحال ينطبق على مبدأ "عيش ودع غيرك يعيش", فهناك من يؤمن بأن هذا المبدأ يعرّف الحرية "المطلقة" بغض النظر ان وافق عليه أم لا. ومنهم من يرى أنه تعريف للحرية المعتدلة التي لا تتعارض مع الدين الاسلامي. أن أعيش وأدع غيري يعيش يعني لي انّنا نملك حرية التفكير والاختيار دون تخطي حدود الله عز وجل, والرفض التام لكل من يحاول ممارسة حق الوصاية لأنه لا أحد يملك الحق المطلق في وقتنا. ولا أؤمن بأحقية المجاهرة بالمعصية لأحد لأني اعتقد انها سبب تفشي المعصية في مجتمعي وتصبح ظاهرة يعتاد عليها. ولو ان الامر سيّان بين الستر والمجاهرة لما شدد الله عز شأنه عقوبة المجاهر. كما أنه عز وجل قضى علينا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهو أمر ربّاني لا خيار لنا فيه. ما أود توضيحه هو أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس تعدي على حياة أحد لأن الله سبحانه هو من سَنها. والله العادل لا يسلب حق أحد.
• ما كتبته هو رأيي وما أراه صحيح, وهو قابل للتغيير طالما أنّي مازلت أفتقر للعلم والمعرفة, شريطة أن أختار أنا بنفسي أن أغير قناعتي بسبب اقتناعي بطرح آخر.
بقلمي/ إياد بن سليمان التميمي
تويتر/ @eyadst