لا يهم أن كان داعية فهو طاغية

أبكت قلوبنا قبل أعيننا فاجعة مقتل الطفلة لمى التي لم تتجاوز عامها الخامس,بسبب التعذيب المستمر على يد والدها الظالم ,الذي استلذ وتفنن في أساليب تعذيبها حتى فارقت الحياة بعد ذلك في المستشفى بسبب أثار التعذيب,كما يقال أن التشخيص خاطئ لحالتها من الطبيب الذي أمر بخروجها من غرفة الملاحظة الفائقة إلى غرفة عادية كانت سبب تدهور حالتها ووفاتها لاحقاً, كما ذكرت والدتها في وسائل الإعلام المختلفة .

هذه الفاجعة أثارت الغضب في أوساط المجتمع السعودي ,فطفلة برئيه تعذب وتقتل بهذه الطريقة تثير الرحمة ونجلب الألم في قلب كل إنسان طبيعي حتى لو كان يملك فقط ذرة رحمة وإنسانية في قلبه.
كثرت الأحاديث والتعليقات على هذه الفاجعة ,كما أن البعض من وسائل الإعلام ذكرت أن والد الطفلة المعنفة هو داعية إسلامي يخرج في عدد من القنوات الفضائية ,والبعض في مواقع التواصل الاجتماعي ذكر اسم هذا الداعية ووضع صور ومقاطع فيديو لبعض برامجه التي تبث على القنوات الفضائية ,وفي الحقيقة من الصعب الحديث عن شخص أو شخصية لم نتأكد هل هو فعلاً المجرم آم شخص أخر غير المذكور اسمه,لكن السؤال الأهم ماذا لو كان هذا المجرم فعلاً داعية ,وماذا لو كان شخص أخر ؟

لو كان هذا المجرم داعية فالمصيبة أعظم وأكبر ,والسبب أن الداعية الإسلامي يعرف حق المعرفة نهج رسولنا الكريم محمد- صلى الله علية وسلم- في التعامل مع الأطفال وبناته, فعن أبي قتادة الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( كان يصلي وهو حامل أمامه بنت زينب بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم -، و لأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس ، فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها ) .
كما يجب أن نعي ونفهم أن الدعاة ليسوا رسول أو أنبياء حتى يكونوا معصومين من الأخطاء والزلات,كما أن الشرع الإسلامي لا يفرق بين داعية أو غيرة في تطبيق العقوبات,وهذا من عدالة ديننا الإسلامي,الذي يجعل الناس سواسية أمام حدوده الله .

في الأخير مقترف هذا الجريمة هو مجرم يستحق العقاب ,بعيدا عن ماذا يكون ,كما أتمنى من المحاكم أن نجعل حق الحضانة دائماً للأم فهي أكثر عطف ورحمة من غيرها ولا أحد ينكر ذلك ,فرسولنا الكريم أوصى بالأم ثلاثاً والأب واحدة ,وهذا دليل تعظيم شأنها وحقها ,ويجب كذلك على الجهات المسئولة التدخل باكراً في قضايا العنف الجسدي في حق الأطفال ,قبل أن يمتد إلى حالة وفاة ,فالطفلة لمى قد أدخلت للمستشفى عدة مرات قبل عام وأحيل والدها للقضاء وأفرج عنه لعدم ثبوت الأدلة عليه,لكن رغم ذلك كانت لمى هي الضحية!! .

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي