لماذا يغضبون من عمل المرأة
يثير غضب البعض إتاحة العمل للمرأة في مجال غير التدريس,فهم يعتبرون هذا العمل سببا لأهانتها أو وسيلة للتحرش بها من قبل الرجال,بل أن البعض طالب بإقالة وزير العمل بسبب فتح المجال للمرأة للعمل في مجالات عديدة مثل الأسواق التجارية والمطاعم أو غيرها,كما أن البعض الأخر طالب بمقاطعة الشركات والمحال التي توظف سعوديات كنوع من التعبير عن عدم الرضا عن هذا القرار,والغريب في الأمر أن هؤلاء ينظرون إلى الموضوع من زاوية واحدة ضيقة ,وهي أن المرأة تقع في خطر متى ما عملت في مكان لا يحمل أسوار شاهقة تعزلها عن عامة الناس ,وكأن النساء في بلادي لا يختلطون بالجنس الأخر مطلقاً.
نتفق أن المرأة رقيقة ولطيفة,ولكن ليست ضعيفة,لدرجة أنها لا تستطيع ردع أو مقاومة من يريد التحرش بها,فهي تخرج إلى المستشفيات أو الأسواق أو حتى تسافر لوحدها,وتستطيع أن تحمي نفسها من كل المتحرشين ,على الرغم من عدم وجود قانون للتحرش في السعودية إلى ألان ,لكنها تستطيع أن تستنجد بالدوريات الأمنية أو هيئة الأمر بالمعروف أو حتى احد المارة أذا تعرضت للتحرش أو المضايقة,وبطبيعة الحال مجتمعنا ليس ملائكي,بل يوجد به مستهترون أو متحرشون ,لكن يوجد أضعاف ذلك من الرجال المحترمين الذين يدافعون عن كل من يعتدا عليه ,سواء كانت امرأة أو طفل أو غيره ,عندما يستنجد بهم,وهذه من أجمل مزايا مجتمعنا السعودي .
من أهم أسباب بطالة النساء في المجتمع السعودي,أن المجتمع اعتاد على عمل المرأة في مجال التدريس فقط,وهذا ما جعل فرص التوظيف تقل وتشح,بالإضافة إلى أن بعض السعوديات لا يحملن شهادات جامعية تؤهلن للعمل كمعلمات,لذلك كان من المصلحة العامة لهن فتح مجالات أخرى للعمل ,تناسبهن من حيث الشهادة ,وطريقة العمل ,حتى نجعل المرأة تستطيع أن تعتمد على نفسها " مادياً " على الأقل ,وبالذات أن كانت غير متزوجة أو أرملة ,أو تعول أهلها ,فكثير من النساء يقمن بذلك .
أتمنى أن ننظر إلى عمل المرأة بنظرة أكثر شمولية ,نرى من خلالها إيجابيات وسلبيات عملها ,فحسب وجهة نظري ,أرى الايجابيات تفوق السلبيات بكثير,كما يجب أن نغضب حقاً عندما نرى امرأة تتسول عند احد الإشارات المرورية ,أو على احد الأرصفة في احد الأسواق,فهذا حقاً ما يستحق الغضب ويبعث الحزن ,وليس رويتها تعمل بطريقة تناسبها و تحفظ لها كرامتها وحقوقها كامرأة عاملة.
همسة لوزير العمل ,توطين الوظائف سواء للرجال أو للنساء ,يجب أن يكون متناسب مع المؤهلات الدراسية,فمن غير المعقول أن يعمل من يحمل شهادة جامعية في وظيفة " كاشير " وهنالك أجنبي يحمل شهادة أقل أو مساوية له براتب أو منصب أعلى,فالهدف الفعلي لتوطين الوظائف هو إبدال غير السعوديين,بسعوديين من حملت الشهادات في وظائف مرموقة أولاً ,وليس العكس,وإلا أصبح مشروع التوطين محدود الفائدة.