تخالفني الرأي اسبك
من أهم ما يميز مواقع التواصل الاجتماعي,هي حرية الرأي فيما تقول من أفكار أو فيما تعلق عليه من أحداث ,فهذه المواقع هي فعلاً منبر لمن لا منبرا له ,فغياب صوت المواطن كانت مشكلة تعاني منها كثير من الشعوب العربية, فكثيرون كانوا يتضجرون من أن وسائل الإعلام كانت حكر على شخصيات محددة ,والتي يعتبرونها لا تمثل كل طبقات المجتمع الذي يتحدثون عنه أو يتطرقون لقضاياه .
حرية الرأي أو الطرح هو حق مشروع لك في عالم مواقع التواصل الاجتماعي,لكن لا يعني هذا أن هذه الحرية تتحول إلى إساءات أو شتائم للآخرين ,وبالتحديد للمخالفين لك أو لأفكارك ,فالحرية تعني أن اعلق وأناقش لكن ضمن أطار الأدب,فالحرية لا تعني أبدا أن اقذف الآخرين بالتهم وأقبح الصفات,فهذا يعتبر تعدي على الآخرين وليس حرية رأي كما تضن ,كما أن القانون يعاقب على مثل هذه الممارسات حتى وان كانت في العالم الافتراضي ,وحتى في السعودية تم استحداث قانون لتقديم الشكاوى الالكترونية ضد أي شخص يمارس هذا السلوك,وهنالك من تقدم بشكوى للجهات المختصة بذلك ووجد تجاوب وتم معاقبة المسيئين إليه .
أكثر مواقع التواصل الاجتماعي إقبالا ونقاشاُ في السعودية هو موقع التوصل الاجتماعي " تويتر " فهذا الموقع يجذب السعوديين بشكل اكبر من المواقع الأخر,وذلك لسهولته استخدامها ,ولسرعة التواصل به مع الآخرين, لذلك يعتبر موقع مناسب للاستدلال على مستوى الحوار أو النقاش الذي يدور بداخله .
كثير من الشخصيات المعروفة إعلاميا أو اجتماعيا تملك حسابات في تويتر,بالإضافة إلى عامة الناس,ومن هنا يبدأ زخم النقاش,فالشخصيات المعروفة تحضا بعدد كبير من المتابعين ومع كل تغريده تجد هنالك العديد من التعليقات عليها ,البعض منها راقي ,والبعض الآخر بعيداً عن ذلك,فالالتزام بأدب الحوار ليس هو المطلوب بالتحديد,لكن ما اعنيه بالتحديد هو تجاوز حدود الأدب للوصول إلى الأعراض والأهل ووصف الأشخاص بأسوأ الأوصاف و العبارات,والمصيبة أن مثل هذه التصرفات تصدر في بعض الأحيان ليس من عامة الناس,أو من الأشخاص الذي يستخدمون أسماء مستعارة ,بل من قبل شخصيات معروفة إعلاميا وبعضهم يشغر مناصب حساسة في الدولة مثل القضاء,وهذا السلوك يمتد حتى لبعض الدعاة الإسلاميين,وهذا ما يزيد الطين بله كما يقال,فإذا كان هؤلاء الأشخاص لا يرتقون بمستواهم في الحوار والنقاش ,فلا " شرهه " كما يقول بالعامية على البقية ,فهؤلاء الرموز بتنوع مجالاتهم هم سبب من أسباب انحدار مستوى النقاش والحوار في المجتمع السعودي الكترونياً,كما أن سكوت البعض عن ما يتعرضون له من إساءات هو سبب أخر ,بالإضافة إلى تأخر وطول الإجراءات الحكومية في إيقاع العقوبات على المخالفين في بعض الأحيان سبب أخر .
نعلم جميعاً أن ليس هنالك مجتمع ملائكي,معصوم من الأخطاء أو الممارسات الشاذة,لكن يجب أن يكون هنالك رادع إلى كل مخالف ومنتهك للحقوق الآخرين,وهذا بالتأكيد لا يعني تحجيم الحريات أو إلغائها,بل هو سبب لرقي المجتمع وحفظ حقوق إفراده من بعض المتطاولين,الذين يسيئون للآخرين لمجرد مخالفتهم لهم في الرأي أو الفكر .