«الرصاصة اللي ما تصيب تدوش»

في عصرنا الحالي، أول ما يقوم به العملاء المحتملون قبل البدء معك في أي تعامل تجاري، هو البحث عن معلومات عن شركتك من ناحية المصداقية وجودة الخدمات والسمعة الحسنة. وهنا مكمن الخطورة، حيث إنهم إذا اطلعوا على أي أمر غير إيجابي - بغض النظر عن كونه صحيحا أم لا - فإنهم سيتجهون لمنافس آخر. وتوصلت دراسة حديثة صدرت عن جامعة هارفارد، إلى أن أطروحة سلبية واحدة في الإنترنت، قد تنعكس سلبا على مبيعات الشركة بنسبة قد تصل إلى 9 في المائة.
ما المقصود بإدارة السمعة على الإنترنت؟ بصورة مختصرة جدا، يمكن تعريف إدارة السمعة على الإنترنت أو كما يعرف كمصطلح بـ ORM، بأنها الممارسات التي توجد الانطباعات الإيجابية بخصوص كيان تجاري أو شخصية عامة. ولتحقيق ذلك الانطباع الإيجابي يلزم هذه الكيانات الاعتبارية، العمل على السيطرة على مخرجات نتائج بحث "محركات البحث" مثل Google، حيث إنها قد تحتوي معلومات غير دقيقة أو مقالات وآراء كيدية أو مغلوطة، ما قد ينعكس سلبا على نظرة المتصفحين عن شركتك أو شخصك.
ولكن تنظيم مخرجات نتائج البحث عبر محركات البحث ليس الهدف الوحيد لإدارة السمعة على الإنترنت، بل أيضا حماية سمعة الشخصيات العامة عن طريق التأكد من عدم تسرب معلوماتهم الشخصية، وألا تكون في متناول القاصي والداني لتفادي سوء استخدامها.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا إدارة السمعة على الإنترنت أصبحت مطلبا أساسيا هذه الأيام؟ لقد أصبحت إدارة السمعة على الإنترنت متطلبا ضروريا وملحا، نتيجة توسع استخدامات مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية المشابهة. وبما أن التشريعات العالمية الحالية في هذا المضمار لا تفي بالغرض الكافي لمنع شخص مجهول عن إيقاع ضرر كبير على منشأة تجارية أو شخصية عامة، أو تمكنه من الحصول على معلوماتك الشخصية لاستخدامها لأغراض دنيئة، لذا، فمن البدهي أنك كرجل أعمال لا بد أن تكون على علم بانطباع العملاء تجاه سمعة منشأتك التجارية ‏وكيف ينظرا إليها الغير. ومن سبل الاطلاع المستجدة متابعة الإنترنت لتعلم ما يكتب عن شركتك من كل ‏النواحي سواء كانت إدارية، مالية، منتجات، أو خدمات، والعمل باستمرار على المحافظة على وجود سمعة و‏انطباع إيجابي لدى العملاء عن شركتك في الإنترنت. وهنا تبرز أهمية "إدارة السمعة على الإنترنت".‏
إن نجاح عملك التجاري لا يمكن تركه في مهب الريح، لذا لا بد من وجود انطباع إيجابي عنك في مواقع الإنترنت المتعددة. فكما يقول الإخوة المصريون: "الرصاصة اللي ما تصيب تدوش".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي