لاعب كوره أفضل من الدكتور !!

أكثر ما يشغل تفكير الأب هو بالتأكيد مستقبل أبنائه ، فهو يبدأ بمتابعتهم دراسياً من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الجامعية ، أي ما يقارب 16 سنة ، هذا إذا لم يتعثر الابن في احد المراحل الدراسية أو اصطدم باختبار "قدرات" والدخول إلى الجامعة ، وبعد هذه السنوات الطويلة من الدراسة والعناء ، تأتي مرحلة أو معركة أكبر ، وهي مرحلة البحث عن وظيفة ، فالباحث عن العمل إمامة خياران لا ثالث لهما ، مهما كان تخصصه أو تقديره في الشهادة الجامعية ، فالخيار الأول أن يرضى بوظيفة في احد الشركات الخاصة براتب زهيد ووقت عمل طويل ، أو أن ينضم إلى قافلة العاطلين في انتظار وظيفة حكومية أو وظيفة مناسبة في شركة تعطي امتيازات مادية مقاربة للوظائف الحكومية أو أفضل منها.

لكن ماذا أيها الأب لو اختصرت الطريق مبكراً وأدخلت أبنك لأحد المدارس الرياضية في احد الأندية ، وجعلت منه لاعباً مميزاً نوعاً ما ، وجعلت الأندية الرياضية تتهافت عليه بعقود مليونية ، تؤمن له مستقبلة خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الخمس سنوات بأقل تقدير ، فاللاعب المتوسط المستوى يحصل على ما يقارب 4 إلى 6 مليون لعقد مدته لا تتجاوز الثلاث سنوات ، وإذا كان نجم مميز فهو سوف يقارب العشرون مليون ريال على الأقل ، أن لم تزيد على ذلك ، فعقود بعض ما يسمون بالنجوم في عالم الكره، تجاوزت عقودهم حاجز 25 مليون ريال ، لفترة لا تتجاوز الخمس سنوات ، هذا بالإضافة إلى أنه بعد اعتزالهم لكرة القدم في عمر الثلاثين ، سوف يجد القنوات الرياضية تُقدم له العقود بمبالغ مغرية نوعاُ ما ليكون محلل أو ناقد رياضي لديها ، وفي عمر الأربعين يكون اللاعب قد ضمن مستقبلة ماديا.

في جميع دول العالم النجم الرياضي أو الفنان يتقاضى مبالغ طائلة لا يحصل على جزء بسيط منها عالم في الذرة أو بروفسور في احد التخصصات النادرة ، فالنجم عبارة عن كنز ووسيلة كسب مادية تبحث عنه جميع الشركات ، لكن كذلك من يحمل شهادة علمية يجد على الأقل وظيفة وما يكفيه مادياً لحياة كريمة ، وقائمة العاطلين لا تضم إلا أصحاب الشهادات المتدنية أو الذين يحملون شهادات دون الجامعية ، كما أن "حافز" في الدول المتقدمة يستمر لفترة طويلة دون تحديث للبيانات أسبوعيا ، ولا يحرم منه الشخص إلا بعد عرض عليه أكثر من ثلاث وظائف تناسب شهادة هذا العاطل عن العمل لمدة تقارب الثلاث سنوات.

ما ذكرته في مقالي قد يكون غير مقبول نظرياً ، لكن هذا هو الواقع ، فالعاطلين في بلدي البعض منهم يحمل شهادات الدكتوراه والبعض شهادة الماستر ، والبعض البكالوريوس لتخصصات مطلوبة ويوجد بها شح في سوق العمل داخل السعودية ، لكن لا يتم توظيف السعوديين بها ، ويشغلها أجانب برواتب ومميزات مرتفعة ، والوظائف المتدنية هي من يتم سعودتها أو توطينها للأسف !!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي