KeeK .. هل نشر غسيلنا ؟

36 ثانية هي مدة مقطع الفيديو الذي يتم تسجيله في موقع التواصل الاجتماعي كييك ,وهذه الستة والثلاثون ثانية أحدثت ضجيجاَ غاضباً لدى البعض,وممتع لدى البعض الأخر في المجتمعات الخليجية,وفي السعودية بالتحديد وذلك بسبب إقبال السعوديين بشكل كبير على هذا الموقع ,فالأمر في كييك مختلف عن مواقع التواصل الاجتماعية الأخرى الشهيرة مثل الفيس بوك وتويتر,فهذان الموقعان يعتمدان على المشاركات الكتابية ,بالدرجة الأولى,والصور ومقاطع الفيديو هي مجرد إضافات يستخدمها المشترك في هذه المواقع,لذلك لم تكن تحدث ضجيجاً سوى ما قد تحتويه بعض الآراء الشاذة أو الألفاظ البذيئة,حتى مقاطع الفيديو أو الصور كان الكثير يشكك في مصداقيتها بسبب التزوير على مستوى الصور,وعدم الصلة بالحدث بالنسبة لمقاطع الفيديو .

مواقع التواصل الاجتماعي بشتى أنواعها جذبت المستخدمين لها بسبب رئيسي وهو حرية الطرح والنقاش,وهذا أمر ايجابي لم يكن متاح في وقت سابق في كثير من دول العالم,ولكن يجب أن لا ننسى أن للحرية سلبيات كما يوجد لها إيجابيات,وما نراه من ممارسات أو أطروحات شاذة اجتماعياً أو لا توافقنا الرأي هي ضريبة الحرية,ولكن لكل شخص مقياس معين ومفهوم لحدود الحرية,والتجاوزات التي تحدث هي انعدام في حدود هذه الحرية أو إساءة فهم لمعنى الحرية الحقيقي,التي تنتهي عند حدود الآخرين .

كثيرون انتقدوا برنامج كييك وما يحتويه من مقاطع فيديو,واعتبروا كثير من المقاطع تسيء للمجتمع السعودي المحافظ كما يعرف,ولكن هذا أمر طبيعي فاهتمامات البشر مختلفة ,بالإضافة إلى اتجاهاتهم الفكرية,كذلك درجات تدينهم وتمسكهم بالعادات والتقاليد,لذلك لن يجد الشخص في أي مكان سواء على ارض الواقع أو احد المواقع الالكترونية تمارس به الحرية بشكل واسع ما يناسبه بكل ما يطرح به من أفكار أو أراء أو محتوى بشكل مطلق, لذلك يجب أن نتقبل الآخرين أو على الأقل نتعامل بانتقائية بحيث نختار ما يناسبنا و نهمل غير ذلك,فالرقابة على المحتوى أمر غير موجود في هذه المواقع الاجتماعية,إلا عندما تنتهك خصوصية شخص أخر,أو بوضع محتوى يخل بأمن دولة محددة,أو كذلك المحتوى الذي يدعوا إلى التحريض والعنف أو الإرهاب,وهذه هي الممارسات الممنوع طرحها في اغلب المواقع الالكترونية بالإضافة للمحتوى الجنسي الصريح فقط في بعض الأحيان .

الكثيرون من المنتقدون يرون إساءة استخدام للتقنية في موقع كييك ,و أن هذا الموقع يجب أن يستخدم بطريقة أكثر فائدة كما يفعلون المستخدمون في الغرب,فكيف يستفيد المستخدمين في الغرب من برنامج كييك ؟

أخذت جولة في برنامج كييك بحسب تقسيم الدول,وفي الحقيقة لم أجد اختلاف كبير أو فائدة حقيقية تذكر,بل أن المحتوى مقارب للمحتوى السعودي مع اختلافات بسيطة في الأسلوب مثل تغطية الوجه من قبل بعض السعوديين أو السعوديات فقط !!

لكن يبقى السؤال الأهم هو كيف نستفيد من موقع التواصل الاجتماعي كييك بطريقة مفيدة في مجالات مختلفة تناسب الجميع ؟

المشاهير في كييك هم من بيدهم الرقي بما يطرح من محتوى كبداية,فالطرح الهادف يدفع الجميل إلى نفس السلوك,كما أن عدم نشر أو التعليق على المقاطع المخالفة للذوق العام هي أفضل وسيلة للفضاء عليها,فصاحب الفيديو أن لم يجد ردت فعل تساعده على الانتشار وتكسبه شهرة في هذا الموقع من سوف يبحث عن وسيلة أخرى,قد تكون أفضل من السابقة أو على الأقل لا تثير المجتمع .

همسة أخيرة الجميل في موقع كييك أنه يظهر الاختلافات الفكرية والاهتمامات الاجتماعية بين أفراد المجتمع ,وهذا المحتوى جيد نوعاً ما لمن يريد معرفة المجتمع واهتماماته بالذات من قبل فئة الشباب والفتيات,فمثل هذه الممارسات أو السلوكيات تفيد كثيراً المهتمين بالإحصائيات والقضايا الاجتماعية,وتعطيهم عينة حقيقية من أرض الواقع دون عناء البحث الميداني.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي