إلى مدير جوازات مطار الرياض
في جميع المطارات في العالم تعتبر إدارة الجوازات أول إجراء يواجه المسافر بعد الخروج من الطائرة. إن كانت المطارات هي بوابة الدول التي تعكس الصورة الذهنية للقادم الجديد فإن الجوازات هي عنوان تلك البوابة. لدينا مشكلة أصبحت أزلية في مطاراتنا، بسبب سوء أداء إدارة الجوازات بصفة عامة ابتداء من مظهر مرافقهم في المطارات مرورا بتفاعلهم السلوكي مع المسافرين الذي ينقصه فن المعاملات الخاصة بالمرافق المدنية الحضارية الكبرى ذات الطابع الدولي، كالمطارات الدولية، انتهاء بالأداء العملي لمهمتهم، وهو الوقت اللازم لإنهاء إجراءات المسافر. هناك علاقة قوية بين السلوك العام للدول وجوازات منافذها، خاصة جوازات المطارات، أتذكر قبل خمس سنوات إجراء غريبا يطلبه الروس في مطار موسكو يتمثل في تعبئة نموذج الوصول باللغة الروسية التي لا يتقنها أغلبية القادمين الأجانب، وعلّقوا لافتة جانبية لترجمة الكلمات الروسية للإنجليزية! وفي بلد عربي عرف بتأخره التنموي، بسبب السلوك العام والفساد وتدني الإنتاجية، يتطلب تنفيذ إجراء الجوازات إلى موظفين اثنين في مؤشر قوي على البيروقراطية والبطالة المقنّعة في ذلك البلد. أما نحن الذين نفخر دوما بأننا مجتمع متدين وأننا موطن الإنسانية، تجد أرتالا من الصفوف تنتظر لأوقات طويلة انتظارا لإنهاء إجراءات الجوازات رغم معاناة الكبير والمريض والطفل. دعاني لكتابة هذا المقال موقف رأيته بنفسي يوم الخميس الماضي خلال وقت إجراءات الرحلة القادمة من أبوظبي العاشرة مساء، فبينما تنتهي إجراءات المسارات الخاصة بنا كمواطني دول مجلس التعاون الخليجي، ترى الصفوف الطويلة من رحلة وصلت سابقا ولم تنته إجراءاتهم بعد، وفي الصف طاعنة في السن عربية الجنسية تبكي وتشتكي معاناة الوقوف طويلا ولا رجع لصوتها. تصميم مطار الرياض قد يحد للوهلة الأولى من زيادة كاونترات الجوازات الستة الحالية، وبالتالي إنقاص الوقت اللازم بمقدار 50 في المائة، لكن هناك حلولا هندسية ذكية لمضاعفة عدد الكاونترات في المساحة الحالية نفسها، التي تبلغ نحو ألف متر مربع. رأيت الكثير من المطارات حول العالم تستخدم تصاميم متوازية ومتتالية للكاونترات ونجحت بالتفاعل دوما مع الزيادة في أعداد مسافريها. الهيئة العامة للطيران المدني تعنيها هذه المشكلة بالدرجة نفسها التي تعني المديرية العامة للجوازات وتعليق هذه المشكلة بين الطرفين ليست في المصلحة العامة للمملكة التي هي وجهة العالم الإسلامي وذات الثقل السياسي والاقتصادي العالمي.