العبرية سبب دخولي عالم الإعلام
''اللغة العبرية هي سبب دخولي عالم الإعلام.. وهي السبب في أن أكون مذيعا''، هكذا استهل محمد سيف المذيع في قناة بي بي سي التلفزيونية حواره: ''تخرجت من كلية الآداب قسم اللغة العبرية ولم أفكر في العمل التلفزيوني بتاتا، بل على العكس إتقاني التام للعبرية جعلني أدرس في الجامعة''.
ويتابع لـ ''الاقتصادية'' إلا أن إغراء الصحافة المكتوبة دفعني للعمل بها متخصصا في الشؤون الإسرائيلية''. وحول انتقاله من الصحافة المكتوبة للتلفزيون، يجيب سيف: ''عندما قررت مصر إنشاء محطة إخبارية ناطقة بالعبرية لم يكن أمامها غير الاعتماد على مَن يجيدون التحدث بتلك اللغة من أبنائها، وتلك كانت بدايتي التلفزيونية كمذيع''.
إلا أن سيف يلقي بالمسؤولية على ''طموحه'' في ترك العمل مذيعا بالعبرية إلى العمل في القنوات الإخبارية العربية، ويقول ''طموحي للوصول لأكبر عدد من المشاهدين، دفعني للخروج من شرنقة اللغة العبرية، والالتحاق بتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية.
لكنه وقبل أن يتطرق إلى أسباب التحاقه بـ ''بي بي سي'' تحديدا، يعلق قائلا: ''هناك خلط في الإعلامي المرئي في العالم العربي بين قارئ النشرة والمذيع''! ويتابع ''قارئ النشرة خاصة في التلفزيون، يجب أن يتصف بالمظهر والشكل الحسن، إضافة إلى جودة الصوت وإجادة اللغة العربية، لكن المذيع شيء مختلف''، ويواصل ''المذيع طبعا يشمل هذه الجوانب، ولكن يجب أن يكون له حضور وشخصية قويين وثقافة واسعة النطاق وسرعة بديهة وحنكة للتعامل مع ضيوفه''، ويتابع ''الحلقة الأخيرة لي من برنامج ''ساعة حساب'' عن الأوضاع في مصر كان هناك ستة ضيوف رئيسيين ونحو 100 مشارك في القاعة من توجهات سياسية متصارعة، عليك أن تتخيل حجم المجهود ودرجة الحسم اللذين يجب التمتع بهما لضبط القاعة، وتفادي وقوع اشتباكات لتعود الحلقة بالفائدة على المشاهد ولا تتحول لصراع ديكة''.
يتوقف سيف ناظرا لساعة الحائط قائلا: ''أعلم أنك تريد معرفة أسباب التحاقي بهيئة الإذاعة البريطانية وليس أي قناة أخرى''. يجيب وهو يقف استعدادا للمغادرة: ''باختصار التحدي''، ويتابع ''أشرح لك الأسباب لكن دعني أقدم برنامجي وسنواصل الحوار بعد ذلك'' ... يغيب نحو 60 دقيقة يقدم خلالها حلقة من برنامجه الشهير ''حديث الساعة''، ويعود قائلا: ''حوار مرهق يتطلب منك الاطلاع الدقيق على آخر المستجدات، والتعرف على الخلفية الفكرية لضيوفك، والالتزام بالموضوعية والحياد، لهذه الأسباب أيضا اخترت بي بي سي''. ويتابع: ''بالنسبة للتحدي فأنا من الرعيل المؤسس لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية، كان تحديا كبيرا، ورغم الصعاب، ها هي بي بي سي رقم ملموس على مسرح الفضائيات الإخبارية العربية''. يدافع سيف عن أداء تلفزيون بي بي سي في وجه الانتقادات التي يتعرض لها، ويعتبر أن بعض الملاحظات لها ما يبررها، لكن هناك سعي دائم من قبل الصحافيين لتطوير أداء القناة بشكل مستمر على حد قوله. ويرصد سيف ما يميز بي بي سي عن قريناتها من الفضائيات الإخبارية العربية بالقول: ''ما يميزنا عن الآخرين هو بسط مساحة أكبر للاهتمام بالشأن الدولي بتفاصيله المعقدة، وهذا يجعلنا مصدرا مهما للأخبار بالنسبة لقطاع كبير من المثقفين العرب''. وعلى الرغم من ذلك يصر سيف على أن طموحه المهني لم يشبع بعد، ويبتسم قائلا: ''ستة أعوام من العمل مذيعا في هيئة الإذاعة البريطانية، العديد من التغطيات الصحافية الخارجية، عشرات إن لم يكن مئات المقابلات التلفزيونية، تعامل مع أجهزة وتقنيات إعلامية حديثة، دورات تدريبية متواصلة، كل هذا يساعدك كصحافي أولا ومذيع ثانيا على التميز المهني والمزيد من العمق في الأداء وتطوير الذات. لكن لم أرتوِ حتى الآن، فعندما يقول لك صحافي طموح أنا شبعت أو اكتملت، فاعلم أن هذه هي لحظة النهاية، ففي مهنة البحث عن المتاعب لا توجد حدود للطموح''.