المخاطر البيئية للمحاجر والكسارات.. حريملاء مثالا

يتخوف ويحذر المختصون والباحثون في توجه وعلم وتطبيقات مخاطر التلوث البيئي والصحة البيئية لصناعة التعدين في المملكة من التداعيات السلبية التي تلقي بظلالها على واقع التنمية الشاملة والمستدامة ومستقبلها، حيث تجسد سلامة المواطن وصحته المحور الأساس للحضور والدعم والاستفادة من مخرجات مسيرة التنمية والتطوير بالتزامن مع تبني نهج ''المسؤولية الجماعية'' للمنظومات الحكومية والخاصة في خدمة المصلحة العامة في هذا الوطن. حيث إن صناعة التعدين المتمثلة في تكسير الصخور العشوائي ونقلها في بعض المحاجر والكسارات في محافظة حريملاء، خصوصا في منطقة السديرات الواقعة شمال محافظة حريملاء، وتحديداً بين محافظتي حريملاء وثادق، وكذلك المحاجر الموجودة في العويند والبرة ورغبة والصفرات والقرى والمزارع والمسايل والأدوية والشعاب والسدود القريبة من المخططات السكنية والنطاق العمراني في هذه المحافظة هي محور الطرح والتعريف بنوعية هذه المخاطر البيئية والصحية وتداعياتها، التي تنشد مع التشخيص لواقع الحال استشراف الحلول التنظيمية الداعمة لمهام مراقبة الاستثمارات التعدينية في الحد من الآثار البيئية الناتجة من هذه الأنشطة في وزارة البترول والثروة المعدنية بالتزامن مع نظام الاستثمار التعديني وما تضمنته اللائحة التنفيذية لهذا النظام في موادها رقم: (19، 20، 21، 22، 27، و42) من الاشتراطات البيئية المطلوب توافرها لرخص المحاجر والكسارات، وهنا يمكن للمتابع أن يتفهم طبيعة هذه الاستفسارات على لسان حال أهالي المحافظة: هل هناك بالفعل بعض المحاجر تعمل بصفة غير نظامية؟ ما صحة ما تم تناقله من استحداث تراخيص جديدة للعمل في المحافظة في المستقبل القريب؟ ما حجم المخاطر البيئية ونوعيتها من تلوث المحاجر، وما مدى تأثيرها في الصحة العامة؟ حيث يشترك في هذا التطلع والطموح لحماية محافظة حريملاء من مخاطر التلوث البيئي والصحي أهالي وعائلات المنطقة الوسطى في المملكه عطفا على توافر معطيات السياحة الترفيهية والتاريخية والطبيعية، حيث تتميز محافظه حريملاء بتوافر عديد من الثروات الطبيعية والنباتية والجمالية ذات البعد والعمق التاريخي، ''شعيب حريملاء'' أحد أودية نجد وسهولها، يقع على بعد 86 كيلو مترا إلى الشمال من مدينة الرياض ويشق جبل العارض (طويق) الشعيب من الغرب إلى الشرق، وتشكل المنطقة الواقعة حوله أحد أقاليم نجد التاريخية التي تكثر فيه أشجار الطلح والنباتات والزهور، خصوصا في فصلي الشتاء والربيع، كما يصنف الشعيب بأنه متنفس سياحي وترفيهي يقصده ويزوره كثير من المواطنين طوال العام.
حريملاء جعل القرايا فداها يا حلو مشربها ويا برد ماها

المخاوف من مخاطر التلوث البيئي لصناعة المحاجر في محافظة حريملاء يمكن تلخيصها في المحاور التالية: تلوث المياه الجوفية والتربة جراء تسرب المياه الملوثة المستخدمة في عملية التعدين وغسل المعدات والأدوات إلى سطح الأرض وباطنها، كما أن هذا المحور في حد ذاته لا يخدم الجهود والخطوات المتسارعة لعلاج المخاوف من أزمة شح المياه في المنطقة، التي حذر منها الخبراء والمختصون في علوم البيئة والمياه. تلوث الهواء في علم البيئة من المصادر الثابتة للتلوث البيئي جراء توافر وتطاير الأغبرة والأدخنة والأبخرة الملوثة نتيجة تفاعل واستخدام المواد الكيماوية في صناعة التعدين، حيث يتطلب ذلك المحافظة على المعايير والقياسات العلمية المناسبة لمستوى جودة الهواء. النفايات الصلبة والخطرة ''توافر بعض النفايات المستخدمة المخزنة في طبيعة عمل وإنتاجية المحاجر مثل الصخور، الزيوت، الأواني.. وغيرهما لا يخدم المحافظة على سلامة البيئة وصحتها في المنطقة''، المحميات الطبيعية والأشجار والنخيل ''البيئة والموارد والثروات الطبيعية في محافظة حريملاء تتميز بحساسية تأثرها بالملوثات، خصوصا المنقول منها عن طريق الهواء وتغير اتجاه الرياح، حيث إن توافر الأشجار والنخيل والسهول وبعض المواقع والمباني التاريخية والأثرية في داخل ومحيط المدن والقرى، فالمخاوف تتسارع في واقع ذبول بعض الأشجار وتأخر نموها وكذلك انخفاض معدل إنتاجيتها واتساخ الجدران الخارجية لبعض المواقع والمساكن وعدم نظافتها، ''الضجيج والضوضاء'' يفترض واقع الاحترازات والاشتراطات البيئية البعد عن مصادر الإزعاج في مثل بيئة محافظة حريملاء من مولدات الكهرباء والمعدات والآلات المستخدمة في صناعة التعدين في المحاجر عن المعايير المناسبة، وكذلك الأخذ في الاعتبار عمل الصيانة الدورية لهذه المعدات، وأن تكون في مواقع مغلقة ومعزولة، ''تأثر الطرق وحماية وسائل النقل'' عملية نقل المواد المنتجة والصخور من المحاجر من الموقع إلى المصنع أو المورد لا تخدم توافر البيئة النظيفة والمناسبة للمنطقة وسلامة طرق المواصلات في حال عدم الالتزام بالضوابط المهنية المطلوبة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي