الفشل هو طريقنا للنجاح !
سمعت قصة منذ زمن ليس بالقريب ولكنها مازالت عالقة في ذهني , وهي أن أحد الأدباء الشباب عرض مقاله الأدبي على الأديب العبقري عباس محمود العقاد لينظر فيه ويبدي رأيه , فقال له العقاد: لقد ذكرتني بشبابي . ولعل هذه الكلمة وإن كان فيها شيء من المدح , إلا أنها تضمنت كذلك معنى آخر , وهو أنك نسخة مكررة مني ولم تأتي بجديد . وهذا هو المعنى الذي فهم ذلك الشاب من كلمة العقاد , ولذلك رجع الشاب إلى بيته وسهر الليل كله , يراجع وينقح مقالته مرة تلو الأخرى و لأكثر من عشرين مرة حتى استطاع أن يصوغ المقال بثوب جديد , و يخرج من عباءة العقاد وأسلوبه , وليبدأ في رسم خط جديد ومختلف لنفسه.
لنقس على هذه القصة كثيرا من الألفاظ والجُمل التي نسمعها حين نحاول أن نقوم بعمل نعتقد أنه رائع ولكننا نصطدم بالواقع. وربما نستمع لعبارات مدح مبطنة بشيء من التثبيط أو التي تقلل من شأن جهدنا المبذول, وقد يكون ذلك عن قصد أو غير قصد . وربما يأتي ذلك أيضا من محيط قريب لنا مثل العمل أو الأسرة أو الأصدقاء.
ولهذا السبب ذهبت التمس بين الكتب قصص الذين فشلوا لعلي أجد فيها همة وعبرة تدفعنا إلى الأمام , فوجدت العجيب والغريب , ولأناس معروفين ومشهورين عالميا , وقد سمعوا تلك العبرة أو ما شابهها كثيرا في مراحل حياتهم ,و قد تعرضوا للفشل وتعددت محاولاتهم لأنهم رفضوا أن يتوقفوا في نصف الطريق أو أن يلتفتوا للذين يجذبونهم إلى الأسفل سواء كان ذلك بالأقوال أو بالأفعال , تصريحا أو تلميحا , ودعونا نستعرض لمحات من محاولات هؤلاء .
تعرض والت ديزني للفشل والإفلاس أكثر من ثماني مرات , وفشل هنري فورد وأعلن إفلاسه سبع مرات.
ويذكر أن أبراهام لينكون فشل 13 مرة في حياته للوصول إلى أي مناصب أدراية عليا, وأصيب بأزمة نفسية حادة في الثلاثينات من عمره و لمدة ستة أشهر أقعدته عن كل شيء, ولكنه خرج من ذلك كله صلب العود , وانتهى به المطاف رئيس للولايات المتحدة الأمريكية !.
ظل البخاري يكتب ويراجع صحيحه ويضيف إليه وينقحه لمدة ستة عشر سنة بلا كلل ولا ملل , وكان يستيقظ من نومه ربما عشرين مرة ليدون أفكاره, وكانت النتيجة كتاب تجمع الأمة على صحته !.
كتاب شوربة الدجاج رفض نشره من قبل 130 دار نشر ولكن بعد الفشل جاءت النجاحات فتصدر أفضل الكتب مبيعا في العالم.
عرض صاحب كنتاكي وصفته للدجاج المقلي على أكثر من ألف وثمانية مطعم كلهم قالوا: لا.
ونقل عن مايكل جوردن ( لاعب كرة السلة الشهير) أنه قال : لقد أخطأت التصويب 900 رمية , وخسرت أكثر من 300 مباراة , وعهد إلي بالرماية الرئيسية 6 مرات أخطأت فيها كلها , وظللت أفشل وأفشل وكان هذا سبب نجاحي .
تَدرّبت ذهابا وإيابا لما يقارب من ربع مليون دورة في المسابح ! قبل أن تحصل جانيت إيفانز على خمس ميداليات أولمبية في السباحة.
وبعد كل هذه الأمثلة يبدو أن النظرية أصبحت حقيقة طردية فكلما زادت مرات الفشل زادت فرص النجاح.