العاطفيون
سيدفع الأشخاص العاطفيون من أرواحهم وسينزفون من دمائهم ، وسيكتوون في الليل والنهار ، وسيكون هم أرض خصبة للزعل والخصومات ، وسوف تقلقهم الكلمة ، وتكسرهم القسوة ، وستطحنهم الأحداث ، وسوف يشعرون دائما بأنهم لوحدهم حتى ولو كانوا وسط زحام من الناس.
ولكن من هم هؤلاء العاطفيون وما نسبتهم في المجتمع ؟ وهل لهم صفات وسلوكيات معينة يعرفون بها ؟ ولماذا نتحدث عنهم دون غيرهم ؟.
نحن نتحدث عنهم دون غيرهم لأنهم يمثلون شريحة كبيرة جدا من المجتمع تصل إلى 81 %. مما يعني أننا سوف نراهم ونتعامل معهم بكثرة ، فهم يمثلون الشريحة العامة ، ولذلك لابد من التعرف عليهم جيدا لأننا سنصادفهم كثيرا ، وبشكل يومي ومتكرر سواء كان ذلك في البيت أو العمل أو الشارع.
وإما كيف نتعرف عليهم وبسهولة وبدون تعقيدات النفسانيين والمحللين ! ، فهم في الغالب ينقسمون إلى نوعين أو نمطين حسب نظرية ديسك ( لوليام مارستون).
أما النمط الأول فهم التعبيريون ويمثلون ما نسبته 12 % من المجتمع ، وهم اجتماعيون ، كثيرو الكلام في المجالس ومتحمسون ، ويحفزون الآخرين على الانجاز ، ويغلب عليهم روح الدعابة ، أضف إلى ذلك أنهم كثيرو الحركة ، وتعابير وجوههم واضحة ولا يستطيعون أن يخفوها ! . وهم أيضا يغضبون بسرعة ويهدؤون بسرعة كمثل اشتعال المنديل الورقي !. ومن سلوكيات هذا النمط أيضا أنهم لا يحبون البقاء في مكان واحد لمدة طويلة ، ولا يحبون التقيد بالمكاتب !.
وأما النمط الثاني فهم الودّيّون ونسبتهم في المجتمع تصل إلى 69% وهم صبورون ومستمعون جيدون ، وعلاقاتهم مع الآخرين شخصية وحميمة ، وقد يضحون من أجلهم ، ولكنهم حساسون جدا لما يقوله ويفعله الآخرون تجاههم. وهم ملتزمون ومقاومون للتغيير ، وربما يجدون صعوبة في اتخاذ القرارات بسرعة. والبعض يعد هذا النمط كالجنود المجهولين في الفريق لأنهم لا يسعون للأضواء ويتجنبون المشاحنات والنزاعات.
والسؤال المهم هو كيف نتعامل معهم ، أولا لنتذكر دائما أنهم عاطفيون ولا يتبادر إلى أذهاننا أن العاطفة المقصودة هنا الضعف والخور ، كلا بل الاندفاع والحماس الشديد بدافع ثورة المشاعر قبل إعمال العقل والروية. ولذلك علينا أن نبدأ بالعبارات الشخصية لكسر الجمود ، وأن نظهر الاهتمام بهم كأفراد, وقضاء وقت أكثر في الاستماع لهم ولأرائهم ، وأخيرا الدعم المعنوي والتشجيع مهم جدا بالنسبة لهم فهو يرفعهم فوق السحاب!.
ولعل الأنماط الأخرى والتي تمثل 19% من المجتمع قد نتطرق إليها في مقال قادم إن شاء الله.