توني هول في مهمة لإصلاح «يد بريطانيا الناعمة»
قبل أن يتسلم توني هول المدير الجديد لهيئة الإذاعة البريطانية ''بي بي سي'' أخيرا منصبه الجديد فعليا، بدأ بمراجعة البرامج كلٌّ على حدة في محاولة جديدة لإعادة البوصلة للبيت التلفزيوني العريق لهذا المنبر الإعلامي التأريخي في محاولة قوية منه لمسح آثار الفوضى والفضائح التي ألمت بهذه المؤسسة خلال الفترة الماضية وما صاحب ذلك من إضرابات وتوقف عن العمل في أروقتها المختلفة.
وتقول الصحف البريطانية، بعد مرور خمسة أشهر على تعيين توني هول في هذا المنصب، إن هذه الخطوة يريد بها هول أن يسلك طريق النجاح من هذه الزاوية حيث يرى أنه لا حل له غير أن يكون رجلا تنفيذيا ميدانيا للاطلاع على كل صغيرة وكبيرة في هذه المؤسسة العملاقة، هذا الرجل طوال يومه يتابع البرامج التلفزيونية التي تبث حية وكذلك الإذاعية منها، حيث قضى توني هول المدير الجديد لهيئة الإذاعة البريطانية ''بي بي سي'' الأسابيع الماضية في متابعة البرامج التلفزيونية والاستماع إلى المحطات الإذاعية، في محاولة لإنقاذ أعرق المحطات التلفزيونية من أزمتها. ويواجه هول الذي اختير لإدارة ''يد بريطانيا الناعمة'' بعد استقالة المدير السابق جورج أنتويستل إثر الفضائح التي لاحقت هيئة الإذاعة البريطانية وتكرار إضرابات العاملين، مسؤولية ضخمة طبقا لصحيفة ''إندبيندينت''.
وأوضح في تصريح لصحيفة ''إندبيندينت'' أنه يتعين عليه إعادة البوصلة للبيت التلفزيوني بعد الفوضى والفضائح التي دبت في أروقته''. مؤكدا في الوقت نفسه أنه كفيل بالحكم على المدير الجديد بالنجاح من عدمه، عبر استعادة الروح المعنوية للعاملين بعد الهزات التي أثرت فيهم. وتقديم ما يرقى باسم المؤسسة.
وتنتظر توني هول مهام شاقة حول رسوم الترخيص الجديدة، والالتزام بالميثاق الإعلامي بعد سلسلة الفضائح التي مست وسائل الإعلام البريطانية. كما يجب عليه إصلاح الأخطاء المتراكمة التي ارتكبت في عهد المديرين السابقين له، ولا يتحمل مسؤوليتها. وسبق أن قال رئيس مجلس أمناء ''بي بي سي'' كريس باتن ''إن هول سيثبت أنه الشخص المناسب في الوقت الذي تتطلع فيه الهيئة لاستعادة سمعتها في هذا المجال وأيضا استعادة ثقة الجمهور''.
#2#
ويعود هول بقوله مشددا على أنه من المثير بالنسبة له أنه يعود إلى حيث بدأ حياة المهنية في بي بي سي''. معبرا عن حماسة للارتقاء بمحتوى أعرق التلفزيونات العالمية.
وأكد هول الذي ترأس دار الأوبرا الملكية البريطانية قبل انتقاله إلى موقعه الجديد، على لأنه يرفع قبعته احتراما لكل العاملين الذين يقفون وراء إنتاج مثل هذه البرامج والأفلام، بعد أسابيع من المشاهدة المستمرة والاستماع المركز لكل ما يعرض ويبث. ووصف المدير الجديد الذي يتقاضى 450 ألف جنيه استرليني سنويا، ما ينتج في هيئة الإذاعة البريطانية بـ ''المميز جدا، والرائع جدا''، معبرا عن فخره بأنه يدير هذه المؤسسة. وسعت ''بي بي سي'' لاستعادة ثقة الجمهور بها بعد سلسلة فضائح هزت ''قيمها الإخبارية المعلنة'' بالاستعانة بصحافي سابق في أروقتها ومدير لدار الأوبرا الملكية ليصبح مديرها. وخلف توني هول، المدير السابق لهيئة الإذاعة البريطانية جورج أنتويستل الذي قدم استقالته بعد نشر تحقيق يتهم خطأ مسؤولا سياسيا سابقا في حزب المحافظين في عهد مارجريت تاتشر بالاعتداءات الجنسية. وهزت استقالة جورج أنتويستل نهاية عام 2012 ''هذه المؤسسة الإعلامية الواسعة الانتشار، وأثار الوضع الرأي العام البريطاني لأنها ممولة من دافعي الضرائب، والرأي العالمي حول مصداقيتها التي كان ينظر إليها على أنها تعالج خطابها بأقصى درجات الحساسية والمسؤولية.
ودرس توني هول الفلسفة والسياسة والاقتصاد في جامعة أوكسفورد، وانضم إلى ''بي بي سي ''كصحافي متدرب في عام 1973 وعمل على مجموعة واسعة من البرامج الإخبارية التلفزيونية والإذاعية، قبل أن يصبح رئيس تحرير نشرة أخبار الساعة التاسعة في عام 1985. وبعد ذلك بعامين تم تعيينه رئيس تحرير الأخبار ومن ثم نائب المدير العام ''جون بيرت'' في إعادة تنظيم قسم الأخبار في ''بي بي سي''. إلى أن أصبح مدير الشؤون العامة للأخبار في عام 1990 وكان يعتبر واحدا من المساعدين الرئيسيين للمدير العام السابق جون بيرت الذي تقلد موقعه في عام 1992. وترك توني هول هيئة الإذاعة البريطانية ليصبح مديرا لدار الأوبرا الملكية في عام 2001.
وعبر هول عن تفهمه الانتقادات التي وجهت إلى ''بي بي سي'' - سواء تلك التي لها ما يبررها أو غير المبررة، لكن الأهم من ذلك، حسب تعبيره إعادة سمعتها بين الجمهور. وعبر مقدم البرامج السابق في ''بي بي سي'' ريمون سنودي عن خشيته من أن يكون شهر العسل للمدير الجديد أقصر مما يتوقع.