عاشقة الإعلام البحريني كريمة زيداني .. 4 عقود احترافية
لن ينسى الإعلام العربي، والخليجي خاصة، ما قدمته المذيعة البحرينية الفقيدة كريمة زيداني من أعمال مميزة من خلال مشوار إعلامي استمر نحو أربعة عقود حافلة بالعطاء والإنجاز، ولا نستطيع إعطاءها حقها بالحديث في هذه الأسطر القليلة عن إعلامية قَلمَا يتكرر مِثلها هكذا يقول من عرفها ومن رآها وسَمعها فهي من الإعلاميات القليلات جَادَ بها الزمن لتكون زُخراً لبلدها ومساندة له، إلى أن انتقلت منذ أيام إلى جوار ربها فقد وَافتها المَنية بعد رحلة عطاء حافلة قُرابة أربعة عقود.
الفقيدة عَملت مذيعة متعاونة في تلفزيون البحرين عام (1975ـ 1976) ومذيعة تلفزيونية رسمية عام 1976م حتى وافتها المَنية، وعَملت أيضاً في عام 1982 مذيعة في إذاعة البحرين إضافة إلى التلفزيون كذلك في إذاعة إف إم الإنجليزية، كما قامت بتقديم الأخبار بالإنجليزية في البرامج الحوارية إضافة إلى ترجمة فورية من العربية إلى الإنجليزية والعكس خلال المُناسبات الرسمية مُشاركة مع وفود بلدها في المحافل الدولية، تركت الإعلامية بصمة مهمة لتاريخ تقديم نشرات الأخبار في الإذاعة والتلفزيون البحرينين من حيث عذوبة الصوت وجمال الصورة بما تمتعت به من موهبة لا مثيل لها وحُضور مُميز وقوي ومخارج حروف سليمة وإتقان تام للغة العربية، هذا ما أَهلها لأن تكون حقاً نجمة الأخبار اللامعة لسنوات ومن برامجها الإذاعية التي لا تُنسى ''البحرين كل مساء، صباح الخير يا بحرين''.
وخلال مَسيرتها الإعلامية بكل جِد وإخلاص وإتقان في عملها لذا كانت مثالاً يحتذى به وسط مَن عملت معهم وهذا بشهادتهم فالعديد من زملائها أشادوا بها وتَحدثوا عنها بكل خير وكيف كانت تُساعد الجميع وتقدم المشورة الخالصة لهم لكي تُخرج برامجها بأحسن صورة متبعة مَنهج العمل الجماعي الذي يفتقده الكثير من إعلاميينا اليوم فقد كانت تمتلك كذلك ذكاء مهنيا وخبرة واسعة قدمت من خلالها خدمات جليلة للإعلام المرئي والمَسموع وتَدرب على يدها العديد من المذيعين والمذيعات ممن ذاع صيتهم وأصبحوا عَلامات، وفي ذِروة الحُزن على الفقيدة تحدث بعض الإعلاميين من زملائها عن حَالها مع الأمراض المزمنة فذكروا كيف كانت تمشي بضَعف ووَهن مُحتملة أبيّة مثالاً للتفاؤل ورمزا للأمل، هكذا تكون نهاية الكثير من الإعلاميين حياة مليئة بالعطاء والإنجاز يَنسى فيها الشخص نفسه ليَتفوق عَمليا ويُنتج ويُبدع لخدمة بَلده كلٌّ في مَجاله ولكن الحياة تكون أصعب على أهله من بعده من جَراء فقدانه وهذا ما حدث مع فقيدتنا بعدها بأيام رَحلَ نَجلها هشام علي حسن الذي لم يَحتمل خبر وفاة والدته فقد امتنع عن تَناول أي طعام أو شراب رغم مُحاولات من حوله لا سيما أنه مصاب بمرض السكري منذ طفولته، إنه حقاً موقف مُثير للمشاعر خاصة عندما نَعلم أن الأم المتفانية كانت تَتحامل على نفسها رغم وهَنها لمُساعدة ابنها المريض حتى آخر لحظة.
أخيراً.. الحقل الإعلامي أحياناً يَجود علينا بما هو قيمة وقامة ولكن الدخلاء المُنتفعين أكثر والقلائل هم مَن يُحدثون علامة ويَجعلون من مسيرتهم الإعلامية مثالاً وقدوة يَتحدث عنها الناس ويتذكرونها بالخير دوماً، وهذا ما حدث مع الفقيدة الإعلامية الرائدة كريمة زيداني التي بمجرد ذِكر اسمها نجد من حولها يَصفها بأحسن الصفات لتكون الذكرى الطيبة هي المعيار بين مَن يعطي متخذاً من عمله مِنبراً للإصلاح ومن يَجعل من عمله مَجالاً للتربح وزيادة الرصيد بغَض النظر عن أي اعتبار.