بين القياديين والتحليليين

تحدثنا في مقال سابق عن العاطفيين وأنهم ينقسمون إلى صنفين هما التعبيريون والوديون وكلاهما يمثل 81 % من شريحة المجتمع. واليوم نتكلم عن الشريحتين الباقيتين و يمثلان 19% من المجتمع حسب نظرية الديسك ( لوليام مارستون).

قد تكون نسبة 19 % للشريحتين متدنية ولكن لهما تأثير قوي وحيوي في المجتمع لأنهما في الأغلب يعملان مع بعضهما بصورة شبة دائمة . أما الشريحة الأولى فهم القياديون أو العمليون, و يمثلون 3% فقط من المجتمع ولكنهم هم الذين يقودون المجتمع في الغالب , وليست العبرة ها هنا بالكثرة بل بالتأثير على الجموع لجعلها تنقاد نحو الهدف بعزيمة وتصميم . والشريحة الثانية هم التحليليون ونسبتهم تصل إلى 16% من المجتمع.

كلتا الشريحتين مكملة لبعضهما, والقياديون يحتاجون لاتخاذ القرارات إلى أرقام وتحليل ونتائج , والتي يجيدها ويعشقها التحليليون . ودعونا نسلط الضوء أكثر على الشريحتين.

من صفات القياديين أنهم يبدون جامدين و عمليين , ويجيدون اتخاذ القرارات في اللحظات المهمة والحاسمة , ويعملون ربما بفعالية أكثر من باقي الشرائح لأنهم في الغالب يعرفون ماذا يريدون. ولكن ربما لبعضهم جانب مظلم في شخصياتهم , ومن منا لا يخلو من النقص والعيوب , فهم يميلون إلى الجفاف في التعامل , وربما يكونون قليلوا التبسم ويميلون إلى الجدية في معظم المواقف.

وحين نتعامل مع القياديين فعلينا بالإيجاز لا الإطناب , والدخول في صلب الموضوع مباشرة , وطرح حلول متعددة وترك اتخاذ القرار لهم , وعلينا أيضا مناقشة الحقائق والأهداف لا الأشخاص والعواطف .

وأما الشريحة الأخرى فهم التحليليون وهم أقرب الناس لحب المثالية , فهم مرتبون ومنظمون , ويتقيدون بالأنظمة بحذافيرها , ولا يحبون الخروج عن النص. وستجدهم في النقاشات أو الاجتماعات كثيرو الاستفسارات , ويحبون التفاصيل المملة , ويهتمون كثيرا بكل صغيرة وكبيرة, ولذلك تجدهم يأخذون وقتا طويلا جدا في اتخاذ القرارات. وفي الجانب المقابل هم لا يهتمون بالجمال ولا بالعبارات المنمقة , والجانب الإنساني والاجتماعي لديهم ضعيف.

فإذا صادفنا يوما هذه الشريحة وسوف نصطدم بها أكيد , فعلينا أن نكون دقيقين ومباشرين قدر المستطاع , وأن نبتعد عن استخدام الألفاظ ذات الإيحاءات الشخصية والعاطفية لأنها لن تنجح معهم في العموم . ولا تتوقع منهم سرعة في اتخاذ القرار كما تفعل الشريحة القيادية .

وقد يظل السؤال عالقا في أذهاننا لماذا نحتاج أن نتعرف على هذه الأنماط من الشخصيات وما شأننا بها , والجواب بكل بساطة أننا إذا عرفنا تحليل الأنماط سنحصل على ما نريد من الآخرين بأسرع الطرق وبأقل الخسائر , وسيكون اتصالنا معهم أكثر فعالية , وإلا فالأمر يرجع إلينا في أن نتجاهل المعرفة لتلكم الأنماط وبذلك نكون اختارنا الطريق الشاق والأصعب في التعامل معهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي