عشوائية الحمية الغذائية .. أين التوعية الصحية؟!
إن الغذاء له دور كبير في صحة الإنسان، حيث تعتبر نوعيات الطعام وكمياته العاملين الأساسيين في إصابة الفرد بأمراض مختلفة ومتعددة ولا يرتبط الغذاء فقط بالجانب الجسدي فحسب، بل إن الغذاء له تأثيره الواضح في الحالة النفسية وسلوك الأفراد وحالاتهم المزاجية بطرفيها الداخلي والخارجي وذلك من خلال تأثيره الكبير في نشاط الجهاز العصبي للإنسان، فأطفال التوحد لهم نظام غذائي خاص يهدف إلى محاولة تقليل النشاط لدى الطفل التوحدي وليس التوحد فحسب، بل أنواع متعددة من الأمراض العقلية لها أيضا أنظمة محددة للغذاء تثبط من مستوى السلوك النشط، أما من الجوانب النفسية فهناك نوعيات من الأطعمة لها دورها في التنبيه وأطعمة أخرى لها دور في إضعاف التركيز على المدى البعيد وكل تلك النتائج تدعمها دراسات نراها تنشر في المجلات الطبية المتخصصة بشكل مفصل، حيث إن للغذاء دورا جوهريا في عمليات البناء والهدم وله نواتج مباشرة في عملية التمثيل الغذائي.
ولعل السمنة أو النحافة هي من المشكلات التي يعانيها الأفراد على مستوى الجنسين وكما هو معروف علميا أن المرأة لديها نقاط معينة في الجسم تتكدس فيها الشحوم والدهون، كما للرجل أيضا مناطق مختلفة تعكس لديه السمنة أيضا والواقع أن السمنة كمشكلة جسمية تشكل أثرا سلبيا كبيرا في نفسية البعض من خلال الاختلال الكبير في صورة الذات الإيجابية فيما يتعلق بالشكل الخارجي للهيئة البدنية، وبالتالي فإن كثيرا من الأفراد الذين تشكل لديهم السمنة عبئا نفسيا يحاولون اتباع كثير من الطرق الرياضية وأنواع مختلفة من الحمية الغذائية للتخلص من الوزن الزائد، ولكنهم مع الأسف قد يخطئون في ذلك أخطاء كبيرة ربما تودي بحياتهم أحيانا، وذلك عن طريق الخطوات العشوائية للحمية الغذائية من خلال بعض الأصدقاء أو الأقارب أو حتى من خلال بعض مواقع الإنترنت التي تقدم بعض البرامج الخاصة بالحمية دون الرجوع إلى طبيب مختص يستطيع أن يكتب للفرد الهيكلة الصحيحة لنوعية الغذاء المناسب بعد عمل التحاليل والكشف الطبي اللازم الذي من خلاله يتخلص الفرد من الوزن الزائد دون بعض الآثار السلبية الخطيرة التي قد تصيب الفرد فيما لو كانت الحمية عشوائية وكم هناك من الحالات التي تدخل في مراحل صحية خطرة نتيجة الحمية العشوائية والخطورة تأتي في أن ما يناسب شخصا لا يناسب آخر، حيث تختلف نسب العناصر الغذائية بين الأفراد ويحتاج الفرد إلى طبيب مختص يحدد له بالضبط نوع العنصر الغذائي المسبب للسمنة وكيف يوجه للتخلص منه أو علاجه، ولكن تلك العملية تحتاج فعليا إلى نوع كبير من الوعي الصحي للتخلص من المشكلات البدنية من السمنة والنحافة في ضوء صحة سليمة.