بناءً على طلبنا
عندما يخفق أي مسؤول في أداء عمله وواجبه تجاه وطنه، يتم إعفاؤه من منصبه لتحقيق المصلحة العامة.. مصلحة الوطن.. مصلحة الشعب.
لماذا؟ لأن المسؤول ــــ مهما كانت رتبته ــــ هو موظف لدى الوطن ومسؤول أمام الشعب عن أدائه.
المسؤول عن تلوّث مياه مستشفى النساء والولادة في منطقة حائل بالصرف الصحي غير جدير بهذه المسؤولية. لا يكفي وقف مستخلص الشركة المتعهدة بتوريد المياه وتوقيع المخالفة على المتعهد بموجب العقد المبرم معه. المطلوب هو إعفاء المسؤول المراقب من منصبه حسب طلبنا.
المسؤول عن كتابة العدل في منطقة مكة المكرّمة الذي لم يراقب استغلال عدد من كُتّاب العدل لوظيفتهم، فزوّروا صكوك أراضٍ مساحاتها تجاوزت 11 مليون متر مربع بلغت قيمتها ثلاثة مليارات ريال وتقع في أطهر بقعة في إطار الحرم المكي وسط العاصمة المقدسة لا يرقى لمستوى مسؤول قضائي في الدولة. المطلوب إعفاء هذا المسؤول من منصبه حسب طلبنا.
كاتب العدل في منطقة مكة ــــ أو في أي منطقة أخرى ــــ موظف لدى الشعب الذي استأمنه على ملفاته القانونية وشؤونه الحياتية اليومية.
المسؤول الذي فشل في التأكد من صدق البيانات في وثائق التخرُّج لطلاب وطالبات الجامعة بما فيها الدبلومات التأهيلية، والبكالوريوس، والماجستير والدكتوراه من المواطنين والوافدين غير جدير بهذا المنصب. الشعب يطالب بإعفائه من منصبه.
المسؤول عن مراقبة البضائع المستوردة وعدم قيامه بواجبه بمطابقتها للمواصفات والمقاييس السعودية والذي سمح بدخول 90 في المائة من ألعاب الأطفال إلى المملكة غير مطابقة لهذه المواصفات غير مؤهل لهذا المنصب. تحتوي هذه الألعاب القاتلة على مادة الرصاص بنسب مرتفعة ومواد أخرى خطيرة وضارة على صحة الإنسان. 90 في المائة من ألعاب الأطفال وكمية هائلة من العطور ومستحضرات التجميل التي دخلت المملكة مخالفة للمواصفات وتشكل خطراً قاتلاً على الأطفال والنساء. بالتالي يجب إعفاء هذا المسؤول من منصبه بناءً على طلبنا.
هذا ليس كل شيء، ما زالت قضية محاكم كارثة سيول جدة الشهيرة تراوح مكانها، ومازلنا نوظف الآلاف من حاملي الشهادات الوهمية، ونغض البصر لسبب أو آخر عن سوء استعمال السلطة الوظيفية والغش التجاري، وانهيار الجسور والأنفاق، والبناء العشوائي، وانقطاعات المياه، ومن يحصدون عمولات الصفقات، وتجار التأشيرات، والمتلاعبين بصبات الخرسانة، والمتعدين بلوحاتهم على الممتلكات، ومرتكبي الجرائم الطبية في المستشفيات، والتكلفة الفلكية لتوسعة المطارات.
مر عامان كاملان على إنشاء هيئة مكافحة الفساد، ومع ذلك لا يزيد عدد موظفي الهيئة على 320 موظفاً رغم أن هناك خطة بأن يصل عددهم إلى 500 موظف، والذي في نظري لن يحقق الحد الأدنى من أهداف الهيئة.
أستغرب أن مقولة الملك عبد الله بن عبد العزيز للمسؤولين "لا عذر لكم" لم تلق آذاناً صاغية، وإلا لما وصلنا لهذه الدرجة من الاستهتار بأرواح الناس ومقدراتهم.
أول من استعمل كلمة "الإصلاح" جهاراً نهاراً في هذا الوطن هو الملك عبد الله ـــ حفظه الله ـــ، وهو بذلك وعد الوطن ووعد الشعب أن من لا يقوم بأداء واجبه سيتم إعفاؤه من مهامه بناءً على طلبنا.. طلب الشعب.
عضو جمعية الاقتصاد السعودية