تجربة جديرة بالنسخ
حقا هي تجربة ''الخطوط التركية'' الجديرة بالنسخ في مواطن معينة في منطقتنا العربية، خاصة لدينا في المملكة وفي مصر والسودان، نظرا للمكامن الاستراتيجية والحاجة الماسة إلى إعادة إحياء صناعة النقل الجوي النائمة، ولتكون رافدا للناتج القومي.
التحق الدكتور تيميل كوتيل بـ ''الخطوط التركية'' في عام 2002 بعد نجاحاته في المجال الأكاديمي، حيث يحمل الدكتوراه في هندسة الطيران وقاد مشاريع أكاديمية وبحثية متعددة في تركيا. وسرعان ما تسلم رئاسة الشركة ليجعل من الطائرة استراتيجية تجارية، هذه المرة كي تعمل لأكثر وقت ممكن وبأقل تكلفة ممكنة وبأعلى عائد ممكن. وبالفعل تحقق له ما أراد وأصبح أسطول ''الخطوط التركية'' يسجل ساعات تشغيل يومية عالية بنسبة إشغال مقاعد كبيرة، وفي المقابل تدنت التكلفة التشغيلية للطائرات وأصبحت تضاهي تلك العاملة لدى الناقلات الاقتصادية. كانت عوائد ''الخطوط التركية'' عندما تسلمها ملياري دولار لتتزايد في عهده بوتيرة مليار دولار كل سنة ولتحقق ربحا صافيا في العام الماضي بلغ 600 مليون دولار. وعندما تسلم ''الخطوط التركية'' كانت تطير إلى 26 مطارا داخليا و77 مطارا دوليا، وبنهاية العام الماضي أوجدت عشرة مطارات داخلية جديدة في تركيا وأصبح لديها 190 محطة دولية منها ست محطات في المملكة. استراتيجية ''الخطوط التركية'' جريئة وذكية ومشابهة لتلك في ''طيران الإمارات''، وهي تتمثل في إيجاد مطار محوري تقوده ناقلة محورية لإيجاد نهضة اقتصادية ذات صناعات متكاملة مع السفر الجوي. فبينما تعتمد ''طيران الإمارات'' على طائرات كبيرة ومكلفة مثل (B-777) و(A-380) لتحقيق هذه الاستراتيجية، تتميز إسطنبول بموقع أكثر قيمة من دبي مقاسا بتوسطها بين القارات والوجهات ذات الكثافة والعائد الكبير التي يمكن خدمتها بالطائرات الصغيرة مثل (B-737) و(A-320) الأكثر مرونة وأقل خطرا استثماريا. مدى الرحلات اليومية الترددية لهذه الطائرات من مطار إسطنبول الدولي يطول 55 دولة في أوروبا وآسيا وإفريقيا وأكثرها عائدا دول ما كان يعرف بالاتحاد السوفياتي. كما قاد الدكتور تيميل مشروعا موازيا جبارا هو المطار الجديد في إسطنبول الذي سيكون أكبر مطار في العالم بطاقة استيعابية قدرها 150 مليون مسافر في تحد لأن تكون إسطنبول أقوى محور سفر جوي في العالم.