تقويم الهدر السياحي

ينطلق هذا الأسبوع في دبي الملتقى العربي للسفر بمشاركة أكثر من 100 دولة في فعالية عالمية لصناعة أصبحت اليوم من الموارد الرئيسة لأغلب دول العالم. من المتوقع أن تحتل المملكة المركز الأول بين الدول، غير الدولة صاحبة العرض، من حيث عدد الجهات المشاركة 118 عارضا. الجهات الدولية والإقليمية المشاركة في ملتقى السفر العربي تستهدف المملكة في الدرجة الأولى؛ نظرا للحجم الكبير للإنفاق السنوي على السفر والسياحة. في دراسة أجرتها أخيرا شركة فيزا صاحبة البطاقات الائتمانية المعروفة احتل المسافر السعودي المركز الأول عالميا من حيث حجم الإنفاق خلال السفر، حيث قدر بـ 25 ألف ريال في المتوسط. تتضارب الإحصائيات التي تتناول حجم الإنفاق السعودي السنوي في السياحة الخارجية، حيث تلجأ بعض وكالات السفر إلى استخدام الإحصائيات كأداة تسويقية لدفع المسافرين نحو برامجها مثل إحصائيات المسافرين لدبي خلال العطلات الرسمية القصيرة. لكن التقديرات الرصينة من واقع أعداد المسافرين للخارج خلال موسم الصيف ومتوسط إنفاق الفرد تشير إلى رقم ما بين الـ 20 و30 مليار ريال سعودي. باستثناء السفر للحج والعمرة، لا تزال صناعة السياحة السعودية متواضعة جدا ولم تتطور كثيرا مقارنة بحجم الإنفاق عليها رغم مواردنا الطبيعية المتعددة. حتى في فصل الصيف الحار تمتلك مناطق الباحة وعسير مواقع تبلغ فيها درجة الحرارة القصوى 25 درجة مئوية، لكنها فقيرة البنية السياحية الحديثة كالقرى والمنتجعات. الدولة العربية الأكثر نجاحا في إنشاء القرى السياحية هي مصر، ويكفي العدد الهائل من القرى والمنتجعات السياحية على شريطي البحر الأحمر والبحر المتوسط، وينبغى التعرف والاستفادة من تجاربهم. 20 مليار ريال سعودي في المنظار التنموي هدر يتطلب خطة لتدوير جزء منه داخليا كل سنة. لو قدرنا نسبة مرتجعة سنويا تبلغ 5 في المائة فقط، فهذا يعني مشاريع سياحية بقيمة مليار ريال يكون لها دور مستقبلي في التنمية الداخلية، ودور في زيادة معالجة الهدر السياحي. وحتى نكون منصفين، فإن هناك عوائق طاردة للاستثمار السياحي، ويكفي مثالا عليها قرية فجر السياحية في منطقة عسير وشاطئ العقير الذي مر على مبادرته عشر سنوات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي