فضائح المخضرم الأخلاقية تهز مايكروفون «بي بي سي»

فضائح المخضرم الأخلاقية تهز مايكروفون «بي بي سي»

تبدو ''بي بي سي''، المؤسسة الإعلامية الأقدم والأكثر عراقة في العالم، في وضع لا تحسد عليه هذه الأيام. فما أن تراجعت نسبيا في وسائل الإعلام فضيحة جيمي سافيل مقدم البرامج الراحل في ''بي بي سي'' بشأن اعتدائه جنسيا علي المئات من الأطفال، إلا وإذا بفضيحة جنسية أخرى من العيار الثقيل تضرب أروقة المؤسسة العريقة، آخرها اعتراف مقدم البرامج الرياضية الشهير ستيوارت هول بارتكابه سلسلة من الجرائم الجنسية ضد 14 قاصر تراوح أعمارهن بين تسع و 17 سنة بين عامي 1968 و 1986 .
مصدر مطلع في ''بي بي سي'' رفض الإفصاح عن اسمه، أكد لـ ''الاقتصادية'' أن كبار المسؤولين في المؤسسة يقرون في الاجتماعات الخاصة بأن ''بي بي سي'' تتحمل قانونيا جزءا من هذه الانتهاكات – التي من المرجح أن يكون بعضها قد تم في الغرفة الخاصة لهول في ''بي بي سي'' - وأنها على استعداد لدفع تعويضات للضحايا، لكنه رفض الافصاح عن قيمة التعويضات، مؤكدا أن الأمر متروك للقضاء.
لكن بعيدا عن التعويضات وقيمتها فإن ما تركته الفضيحة من تداعيات قد عمق من الآثار السلبية التي لم تشف منها سمعة هيئة الإذاعة البريطانية منذ الكشف عن فضيحة جيمس سافيل. على المؤسسة أن تقدم للرأي العام إجابة واضحة وشافية حول كيف استطاع المذيع المخضرم ستيوارت هول أن يرتكب كل هذه الانتهاكات الجنسية وأن تظل طي الكتمان كل هذه السنين.
وتقول صحافية في ''بي بي سي'' لـ ''الاقتصادية''، رافضة الإفصاح عن اسمها، ''ليس لدي أدلة قاطعة، ولكن لدي إحساس بأن عددا من العاملين معه كان على علم بما يحدث وقام بالتغطية عليه''، وتضيف ''إن جوهر فضيحة هول وجيمي سافيل واحد، أنهما نجمان في المجتمع البريطاني، وكل واحد يعمل معهما ويعلم حقيقية الجرائم التي يرتكبانها يخشى الإفصاح عما يعرفه، تحسبا مما قد ينجم عن اتهامه لهما من مشكلات له، وصعوبة حصوله على عمل في المستقبل''. ''بي بي سي'' رفضت تشكيل لجنة تحقيق خاصة بهذه الفضيحة الجديدة، واكتفت باللجنة التي شكلتها لتقصي الحقائق حول جرائم المذيع الراحل جيمي سافيل إذ أضيفت الانتهاكات الجديدة لتحقيقات اللجنة، ليس بهدف تأكيد الانتهاكات أم لا، فقد اعترف ستيوارت هول بجرائمه، لكن ''بي بي سي'' تأمل أن تساعد تلك اللجنة على التوصل إلى جوانب الضعف في ثقافة العمل السائدة داخل المؤسسة، والتعرف علي جوانب القصور السائدة في الممارسة اليومية التي تسمح لهذه الانتهاكات الجنسية داخل أروقة ومكاتب المؤسسة أن تقع، على أن تتم صياغة توصيات تحول دون تكرار هذه الجرائم مستقبلا. إلا أن الصحافية الاسكتلندية جايد باترن تتعرض للقضية من جانب آخر، وتقول لـ ''الاقتصادية'' الأمر هنا لا يتعلق فقط بارتكاب أحد نجوم المجتمع جريمة يعاقب عليها القانون، أو رجل هرم (ستيوارت هول يبلغ من العمر 83عاما) يتحرش بقاصرات بما في ذلك من فعل غير أخلاقي، لكن يجب التأكيد دائما أن تلك الجرائم ارتكبت في مؤسسة تمول من قبل دافعي الضرائب البريطانيين، ثم على المؤسسة أن تدفع تعويضات للضحايا من أموال دافعي الضرائب أيضا، وهذا يطرح تساؤلا أكبر حول جدوى تمويل مؤسسة إعلامية من المال العام، وإلى أي مدى تتحقق ضمانات حقيقية داخل ''بي بي سي'' للحفاظ علي المال العام، أعتقد أنه قد حان الآوان لإعادة النظر بشكل جدي في تمويل المجتمع لهيئة الإذاعة البريطانية''.
وكان استعداد ''بي بي سي'' لدفع تعويضات للضحايا قد أثار حفيظة العديد من وسائل الإعلام البريطانية، بعد أن كشف النقاب عن أن هول قد حول في شهر فبراير الماضي ملكية منزله الذي تبلغ قيمته 1.2 مليون جنيه استرليني إلى زوجته، تفاديا لأي تعويضات مالية يجب أن يدفعها في حالة الحكم عليه.

الأكثر قراءة