هيئة لمكافحة الفساد أم إخفاءه !!

أمام المبنى الرئيسي للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بمدينة الرياض - طريق العليا العام - ومع كل هطول للمطر نجد هذا الشارع يتحول إلى مجمع للمياه ، وسرعان ما يتم أقفاله من قبل عماله لا اعلم لمن هي تتبع من الجهات الحكومية ، وتقوم جاهده بمحاولة إلى جرف المياه بعيداً عن الشارع ، وفي الفترة الماضية القريبة قامت البلدية بتعديل للشارع بشكل شبه جذري بتعديل ميول الشارع والرصيف الذي يفصل المساران.

مع سقوط المطر الأخير كنت قريباً من مبنى هيئة مكافحة الفساد ، وكان الحال كما هو معتاد عليه وقت سقوط المطر ، فكان الطريق مقفل بواسطة سيارات مدنية ، لذلك شدني الفضول أن أحاول الوصول إلى مبنى الهيئة من خلال طريق آخر يوصلني إلى الجهة الأخرى المقابلة لمبنى الهيئة ، واستطعت أن أصل إلى هذه الشارع ، فوجدت فريق من العمالة تقوم بسحب المياه بواسطة مضخات كهربائية ، بالإضافة إلى "شيول" صغير يساعدهم في دفع المياه لتعبر الرصيف الفاصل من جهة مبنى الهيئة إلى المسار المقابل ، لتعبر المياه للجهة المقابلة للطريق لتجد جزء من الرصيف تم إزالته, وهو الرصيف الذي يفصل الشارع عن ارض فضاء مقابلة لمبنى الهيئة ، والتي أصبحت بحيرة للمياه الراكدة ، والتي لا يبالي بخطرها احد من المسؤولين ، والمهم لديهم أن الشارع لا تتجمع به المياه ، ويراه الناس والإعلام ويشتكون من التقصير !!

لا أريد اتهام الهيئة أو البلدية بهذا التصرف الذي يحاول إخفاء الفساد وليس القضاء عليه ، لكن أن يحدث مثل هذا التصرف أمام مبنى الجهة المسئول عن مكافحة الفساد في السعودية فهو أمر محبط جداً ، ولا يبعث بصيص أمل أن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد قادرة على مكافحة الفساد على الرغم أن تصريف السيول ليس هو الفساد الوحيد الذي نعاني منه في المملكة ، ولكن هو فساد واضح أمام أنظار الجميع ، وإذا الهيئة لم تستطيع أن تعاقب المتسبب في فساد ظاهر أمام مبناه فكيف سوف تتعامل مع القضايا المتشعبة التي تحتاج إلى كشف أدله ومستندات ومتورطين مجهولين !!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي