ماجد الشبل .. ما زال مكانك شاغرا في نشرة الأخبار
تزوره في بيته، بيت يطل على شمال الرياض، ذاك الشمال الذي يعود بالذكرى لبداية عرفتها أرض الشام لشخصية إعلامية سعودية، ولد لأب سعودي استوطن الشام ولأم شامية استوطنت السعودية فكان هجينا يحمل شموخ الجزيرة العربية وحضارة الشام الأبية.
تتساءل وأنت ترى جسدا نحيلا قاوم المتاعب لتخاطبه قائلا: هل تعلم أن مكانك هناك في كل ركن ملأته ما زال شاغرا، هكذا يقول أصدقاؤك وزملاؤك القدامى حامد الغامدي، ومجري القحطاني، وآخرون، يستذكرون الوقفة الجادة لمذيع نشرة الأخبار ويستطربون الصوت العذب لملقي القصائد الخالدة.
تعود بك الذكرى إلى أيام مضت في الشام حيث والدك الذي غادر عنيزة مع جماعات سبقت إلى هناك ليختار الزواج من عائلة سورية كريمة فتأتي إلى الدنيا عبر شهادة ميلاد رسمية عليها اسم محمد اختاره الأب السعودي فيما كان ماجد الاسم الذي اختارته الوالدة ليبقى الاسم المرتبط في ذاكرة الكثيرين.
هل تذكر يا محمد الذي صرت ماجدا بعد ذلك، أن الحكاية بدأت من حي الميدان؛ أرقى الأحياء الدمشقية في سورية وسط أسرة لها خمسة أبناء، حيث امتزج عمق الجزيرة العربية بأنفاس الشام فكان النتاج رأسا منتشيا بالثقافة وكأسا مترعة بالإبداع سقاها ملايين المشاهدين والمستمعين هنا وهناك.
حتما ما زلت تذكر في عاصمة الأمويين أستاذ اللغة العربية الشاعر عبد الكريم الكرمي في الابتدائية، ذاك الذي حرك رواسب الإبداع في نفسك والشجن لكلمات القصيد حتى تميزت بين أقرانك في فن الإلقاء، كما ستتميز بعد حين في عاصمة العرب ''الرياض'' لتسجل اختلافا لم يتسن لأحد بعد أن فك طلاسمه وفكك أسراره.
هل تدري يا ماجد وأنت محاط بممرضتين يمرضانك أن تلفزيونك الذي ملاءته جمالا يحيط به أنصاف المواهب، وقليل من مذيعين تشعر حتما أنهم ضلوا فقط طريقهم إلى المدارس ليدخلوا بالخطأ أستديوهات ملأتها أنت وأمثالك، وهل تدري الممرضتان أن الجسد الذي تتعاملان معه والوجه الذي ألفتاه كان يوما محط اهتمام الملايين والصوت المختنق الذي تسمعانه منك كان يوما محط أسماع العرب من الماء إلى الماء.
قلت يوما للزميلة حليمة مظفر مستذكرا: إن أستاذك في العربية عرف بولعك الشديد باللغة العربية، فأخذ يشجعك حتى الثانوية ''لتنشد بعض أبيات أستاذك الفلسطيني الأصل التي قالها في سورية:
خلعـت على ملاعبها شبابي وأحلامي على خضر الروابي
ولي في كل منعطف لقاء موشى بالسلام وبالعتاب.