إغلاق 380 مطعم في الرياض حتى الآن

حملة البلدية المكثفة "الاخيرة" على المطاعم في مدينة الرياض كشفت لنا عن الوجه القبيح لكثير من المطاعم العالمية والشهيرة,والتي تعتبر بعضه من افخم المطاعم شكلاً ، لكنها اسوء اهتماما بالنظافة أو جودة الأغذية المستخدمة في تحضير الوجبات التي تبيعها بأغلى الاسعار,زاعمة أنها تختار أفضل الخضار واللحوم وغيرها ، وتزعم كذلك إنها تطبق اعلى معايير السلامة على العاملين داخل ذلك المطعم.

المطاعم اصبحت من الاساسيات للأسف ، فسابقاً كان الاكل من المطعم هو نوعاً من انواع الترفية والتغيير أو عند الضرورة ، لكن مع تغيير سلوكنا أصبحت ضرورة شبة يومية ، لذلك نرى هذا العدد الضخم منها تنتشر في شوارع المدن الرئيسية ، فمثلاً في الرياض لوحدها يبلغ عدد المطاعم والبوفيهات قرابة العشرة الالاف ، والعديد منها تحضا بعدد زبائن كبير,كما أنها سبب من اسباب الزحمة المرورية في الرياض ، ورغم هذا الاقبال الكبير عليها لم يكن ذلك تحافظ على زبائنها ، والسبب بالتأكيد غياب الرقابة وضعفها إن وجدت ، والسبب بالتأكيد هو قلة عدد المراقبين مقارنة بعدد المطاعم.

انعدام النظافة واستخدام المواد الفاسدة والمجهولة المصدر في تحضير الوجبات ، ليست هي المشكلة الوحيدة ، فكثير من المطاعم ، تستخدم كميات كبيرة من الدهون والملح والسكر في وجباتها ، دون مراعاة لمرضى السكر أو ارتفاع ضغط الدم او الكبار في السن ، وهذا ما يجعل نسبة مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم يزدادون بشكل مخيف في المجتمع السعودي ، بالإضافة الى السمنة وما يترتب عليها من امراض.

في الولايات المتحدة وبالتحديد في ولاية نيفادا يوجد مطعم اسماه صاحبة بمطعم السكتة القلبية ، وقد صمم ديكور هذا المطعم مشابه للمستشفى,وسبب هذه التسمية واختيار الديكور يرجع لضخامة ودسامة ما يقدمه هذا المطعم من ساندويتشات الهمبرجر ، التي تحتوي على شرائح عديدة من اللحم والجبن المشبع بالدهون ، والتي قد تعرض متناولها إلى الاصابة بأزمة قلبية ، ولو بحثنا عن ما يقدم في مطاعمنا لوجدنا الكثير من الاطعمة التي تضر بصحة الانسان بشكل مباشر او غير مباشر ولكن لا احد يهتم لذلك ، وكم تمنيت ان يكون هنالك تواجد لمختصين بالتغذية من أي جهة رسمية كانت تكشف لنا عن ما تحويه الوجبات التي تقدم لنا في هذه المطاعم,وتكون مرافقة للبلدية في حملة المكثفة الحالية.

الكثير طالبوا بالتشهير بأسماء المطاعم التي تم ضبط مخالفات عليها ، كعقوبة اضافية وكذلك توعية للزبائن منها ، إلا أن الجهات الرسمية إلى الآن لا تعمل بذلك ، وفي الحقيقة لا أرى التشهير حل فعال في مجتمعنا ، والسبب أن حادثة المطعم الشهير العالمي الذي تم أقفالها العام الماضي وتداول اسمه بشكل صريح في أغلب مواقع التواصل الاجتماعي ، لم يقاطعه الناس ، بل عادوا الى الاكل منه من اليوم التالي الذي تم فتح المطعم للعمل مرة أخرى ، وكأن شيء لم يكن !!.

أتمنى أن تستمر حملة البلدية على المطاعم والبوفيهات والمخابز ، وأن لا تكون قصيرة ، لنحقق أهداف الحملة المنتظرة ، والتي يجب أن تستمر على الاقل سنتين حتى نستطيع أن نضبط قطاع الاغذية في السعودية بشكل صارم ، فما شاهدنه من صور وتسجيل لوضع المطاعم مقزز وخطر حقيقي على صحة الإنسان.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي