M.B.C .. لا للتعصب الرياضي

لقد أحسن برنامج ''صدى الملاعب'' وقائده الإعلامي الرياضي مصطفى الأغا في تبني مشروع مهم ومؤثر في فكر الشباب، وهو الدعوة لمحاربته التعصب الرياضي والخروج بالرياضة عن السلوك السليم الذي كان يضرب به المثل في الأخلاق، بحيث كان يقال عند الدعوة للتحلي بالأخلاق الحميدة ''خلي أخلاقك رياضية''، هذه المقولة التي افتقدناها في الكثير من الملاعب العربية، والسعودية بشكل خاص، هي ما يجب التركيز عليه لإعادة بناء الأخلاق والقيم الرياضية مصداقاً لقول المصطفى - عليه الصلاة والسلام - : ''إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق''، هذه الأخلاق التي يستقيها الشباب الصغار من السلوكيات والأخلاق في الملاعب الرياضية والبرامج الرياضية الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي.
إن دعوة برنامج ''صدى الملاعب'' لمحاربة التعصب الرياضي وحشد كل الطاقات الإعلامية والبشرية لتحقيق ذلك خطوة تحسب للقناة وللبرنامج ولمقدمه وجميع العاملين فيه ولكل من أصبح عضوا فاعلا في هذا الحدث الرياضي المهم، لأن أهميته تنبع من إحساس الجميع بالمنزلق الخطير الذي أصبح يقود الأخلاق الرياضية وسلوكيات اللاعبين والمدربين والمسؤولين الرياضيين ثم الجماهير الرياضية، التي مع الأسف، أصبحت تنساق خلف هذا التغير الأخلاقي الخطير.
إن رسالة البرنامج وعمله الدؤوب نحو إبراز هذه المشكلة وإظهارها للجميع ودعوة كل المهتمين بالشأن الرياضي ورعاية الشباب وغيرها من الجهات التي تهتم بتربية النشء للعمل ضمن رؤية تصحيحية واحدة، توضح حجم المشكلة وأثرها في هذا الجيل والأجيال القادمة، وتعمل على نزع فتيل هذا التغير السلبي في أخلاق وسلوكيات مجتمع مثل المجتمع السعودي بشكل خاص والمجتمع العربي والمسلم بشكل عام، وعدم التهاون في آثاره السلبية يتطلب منا جميعاً الوقوف معه وجعله جزءا من برنامجنا الوطني لتقويم وإصلاح الخلل الأخلاقي في سلوكياتنا كلها، ومنها التعصب الرياضي. ولعل هذا أيضاً يقودني إلى اقتراح أن يكون ضمن هذا البرنامج الإصلاحي التأكيد على تعزيز قيم الشكل مع السلوكيات الشخصية للاعبين، ويؤكد على اللاعبين والمسؤولين عنهم إيضاح خلل بعض التصرفات المشينة مثل بعض الرقصات أو الحركات المستفزة وكذلك بعض أنواع قصات الشعر أو وضع ما يسمى الوشم وغيرها مما يخاف منه تقليد الأطفال والمراهقين لهم دون فهم لتحريمها أو عدم مناسبتها لقيم المجتمع وعاداته.
إن دعم الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل هذه الحملة ومشاركته فيها ضوء أخضر وصادق عن رغبة القيادة السعودية والقيادة الشابة السعودية في تحقيق ودعم تعزيز القيم الإسلامية العربية الأصيلة، وهو ما يحسب له عندما يستطيع بعد توفيق الله - سبحانه وتعالى - أن يجعل ذلك ضمن العرف الرياضي السعودي ويخلص وينقي ملاعبنا من تلك السلوكيات المشينة، وهو ما سيبقى له في وقت لا ينفع فيه مال ولا بنون تأكيدا لقول الرسول - عليه الصلاة والسلام -: ''إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث'' فلعلها من الأعمال الصالحة التي تبقى له ولكل من يعمل على تحقيق وإعادة الأخلاق الحميدة للرياضة في كل مجالاتها. وهذا الحدث ربما يدعوني إلى الكتابة عن دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب في تبني منهج شبابي رياضي متكامل، سأتطرق له - إن شاء الله - بعد الحديث عن البناء المؤسسي السليم للشباب ورعاية إبداعاتهم في مقالي القادم - إن شاء الله -، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

وقفة تأمل :

«شَيْبُ رَأسِي وَذِلّتي ونُحولي
وَدُمُوعي عَلى هَوَاكَ شُهُودي
أيّ يَوْمٍ سَرَرْتَني بوِصالٍ
لمْ تَرُعْني ثَلاثَةً بِصُدُودِ
مَا مُقامي بأرْضِ نَخْلَةَ إلاّ
كمُقامِ المَسيحِ بَينَ اليَهُودِ
مَفْرَشِي صَهْوَةُ الحِصانِ وَلَكِن
قَميصِي مسرُودَةٌ مِنْ حَديدِ»

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي