كورونا بين الموسوس والمفرط !

لاشك أن الإنسان يحب الصحة والعافية , ويخشى الأمراض ويحب أن يطول عمره بعيدا عنها. ولذلك يصاب البعض منا بالفزع والخوف عند سماع انتشار بعض الأمراض والأوبة والفيروسات.

في السنوات الماضية تتابعت علينا الأمراض الغربية والفيروسات فبدأت بجنون البقر ثم السارس وبعد ذلك أنفلونزا الطيور يتبعها أنفلونزا الخنازير , ثم طل علينا الضيف الثقيل القاتل وهو فيروس كورونا بحلته الجديدة !. ونحن هنا لنا عدة وقفات بسيطة ولكنها قد تكون مهمة.

أولا ظاهرة انتشار هذه الأمراض والأوبة بشكل سريع ومتتابع في كل سنة أو سنتين. وهي من أنواع جديدة أو من نوع يعاود الظهور من وقت إلى آخر, وفي الغالب لا يعرف له علاج أو أن علاجه مكلف ومعقد. وهنا نجدنا نتساءل مع أنفسنا هل ما نراه من ظهور الفيروسات والأمراض الجديدة يدل على ما ذكر في الحديث الشريف حيث قال عليه الصلاة والسلام " لم تظهرِ الفاحشةُ في قومٍ قطُّ حتَّى يُعلِنُوا بها إلا فَشَا فيهم الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تكن مضت في أسلافهم " ,وهو تساؤل يحتاج إلى بحث وعناية والله اعلم.

ثانيا أن ردة فعلنا لمثل هذه الأمراض بين موسوس ومفرط . فأما الموسوس فهو يخاف من كل شيء حوله ويحترز في كل الأمور بشكل مبالغ فيه . و أما الآخر فهو المفرط وهو الذي لا يأخذ بالاحتياطات والأسباب مدعيا أنه متوكل على الله ! . وما يمنع التوكل على الله أن نأخذ بالأسباب , بل إن من صلب التوكل أن نعقلها ونتوكل كما جاء في الحديث الشريف . ومن تلك الأسباب أن نأخذ بالإرشادات والتوضيحات التي تنشرها الجهات المختصة مثل وزارة الصحة, و المستشفيات الخاصة والعامة .

وبهذه المناسبة أنتمنى أن تحرص وزارة الصحة على أن تخصص في المستشفيات الخاصة والعامة نشرات توزع على الناس للتوعية. وأن يكون هناك لوحات واضحة في المستشفيات للإجراءات الوقاية لتثقيف الناس وتوعيتهم فالعلم بالشيء يبعث على الطمأنينة وتهده النفوس.

وقد راجعنا صفحة الموقع الرسمي لوزارة الصحة , وهي وضعت نبذة عن فيروس كورونا , وعن عدد المصابين ومواقع الإصابة في المملكة. و ذكرت في موقعها الرسمي على الانترنت " كما لا يتوافر لقاح لهذا الفيروس الجديد أو علاج نوعي حتى الآن، ويتم تقديم الرعاية الصحية للمصابين من خلال تخفيف حدة الأعراض والعمل على علاج مضاعفاته" وتشكر الوزارة على هذه الشفافية الوضوح .

و إضافة الوزارة شارحة طرق العدوى حيث قالت " ولكن يحتمل أنها مشابهة لانتقال العدوى الموجودة في أنواع فيروس (كورونا) الأخرى، والتي تشمل المخالطة المباشرة للمصابين، أو من خلال الرذاذ المتطاير من المريض أثناء الكحة أو العطس، أو الانتقال غير المباشر من خلال لمس الأسطح والأدوات الملوثة بالفيروس، ومن ثم لمس الفم أو الأنف أو العين" .

ولكن وددنا لو كان في الموقع الرسمي لوزارة الصحة بعض الإرشادات السمعية والبصرية الموضحة لكيفية الوقاية من الفيروس في نفس الصفحة التي خصصت لتوعية فيروس كورونا الجديد.

وأيضا وددنا لو أن يخصص رقم خاص مجاني للتوعية بأي مرض جديد مثل فيروس كورونا وعدم الاكتفاء بالرقم العام المجاني المخصص للتوعية بالصحة العامة.

وأخيرا علينا أن نأخذ الأخبار لمثل هذه الأمراض من مصادر موثوقة حتى لا نكون عونا في نشر الذعر والإشاعات بين الناس بغير دليل علمي وإحصائيات موثقة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي