«الصحة» نجحت على مستوى الأخبار وفشلت توعويا بـ «كورونا»
انتقدت عبر ''الاقتصادية'' الدكتورة زينب مثنى أبو طالب عضو مجلس الشورى ونائب رئيس اللجنة الثقافية والإعلامية فيه وأستاذة الطب في جامعة الملك سعود، عدم قدرة وزارة الصحة على التعامل والتفاعل مع وسائل الإعلام في مرض ''كورونا'' على مستوى التحقيقات الصحفية وبرامج التوعية الميدانية في المدارس والجامعات و مواقع تجمعات الناس، وذلك من خلال الرسائل الواضحة التي تحقق الهدف من إطلاقها.
معتبرة أن إدارة الأزمات مشكلة تواجه غالبية الوزارات و يلزم لها ثقافة وفن تحتاج إلى وقت وزمن وتدريب لإتقانها.
واعتبرت أن عدم قدرة المواطن حتى اليوم على معرفة أعراض ''كورونا'' وطرق الوقاية من هذا الفيروس باستثناء إجابات مشوهة تلقاها من مصادر إعلامية تسرعت في التحليل ولم تتصدر جهات الاختصاص بعقد حملة توعية متزامنة، والتركيز على عدد الإصابات والوفيات خطا في تعامل الوزارة مع الوباء، على الرغم من أن وزارة الصحة بذلت جهدا طيباً بالاستعانة بخبراء دوليين في مجال الفيروسات لمواجهة خطر فيروس كورونا وعمل جيد في التفاعل مع الحدث بنشر أخبار حالات الإصابة والوفيات بشفافية، لكن نجاحها اقتصر على ذكر الأخبار فقط لا التوعية الإعلامية ونشر الوعي المطلوب.
ونوهت إلى أن الوزارات والمؤسسات لديها مشكلة في التعامل مع الأزمات ومن الضروري وجود مشروع وطني لمواجهة الأزمات على المستوى الإداري والإعلامي بحيث تدرك من خلاله الوزارات والجهات أهمية التعامل مع وسائل الإعلام من خلال مؤتمر صحفي أو بث التصريحات الإعلامية أو الاستجابة السريعة لطلب مقابلة من الصحافة، فهذه الانشطة لها دور في التخفيف من ضرر أزمات محددة كفيروس كورونا، وزيادة وعي الأفراد بالمرض ومسبباته وطرق الوقاية منه لأن المتحدث الرسمي وقت الأزمات أو أرقام الإصابات والوفيات ليس كافيا لمعالجة الأزمة والتعامل معها، ما لم يكن هناك مادة إعلامية تجيب على أسئلة محددة حول تلك الأزمة بصورة متخصصة ومبسطة، يدرك المواطن من خلالها طبيعة وحجم المشكلة ودوره ومسؤوليته وماذا ينبغي عليه عمله.
خاصة أن منظمة الصحة العالمية ذكرت أن 50 في المائة من إصابات الفيروس التي رصدت في العالم موجودة في السعودية.
ومع اقتراب موسم الحج في السعودية يزيد خوف الناس وشكوكهم حول الفيروس وهنا يأتي دور وزارة الصحة بالتعاون مع الإعلام في بث الطمأنينة إذا كان الخطر محدودا أو رفع درجة الاستعداد في حال وجود مخاطر محتملة فترة الحج.
من جهة أخرى، بلغ عدد الحالات المؤكدة التي أبلغت فيها منظمة الصحة العالمية 132 حالة حتى الآن توفي منها 37 حالة، وبحسب المنظمة فإنه لا يوجد حتى الآن أية أدلة تثبت سريان العدوى من إنسان إلى آخر بشكل مستمر، لم تنصح المنظمة بإجراء فحوص خاصة عند نقاط الدخول فيما يتعلق بالفيروس، أو أوصت بفرض أية قيود على أنشطة السفر أو التجارة، ولكنها توقعت المزيد من حالات العدوى البشرية بالفيروس إلى حين تحديد مصدر العدوى ومكافحته، حيث لا يعرف العلماء كيف تنتقل العدوى بفيروس كورونا. وهناك علماء يرجحون أنه ربما ينتقل من الإبل أو الأغنام إلى البشر.
#2#
لكن علماء آخرين يرجحون أسبابا بيئية وعلماء آخرين يرون أنه ذو صلة بالفيروسات التي تطلقها الوطاويط، ومن المحتمل أن الوطاويط تطلقه عبر مصدر آخر قبل أن يلتقطه الإنسان فيصاب به، مستبعدة أن يكون الفيروس موجودا فقط في الشرق الأوسط.
وحاول الإعلام بكل أطيافه مجاراة هذا الحدث فلم تتوقف صحيفة سعودية واحدة عن ذكر المرض ومخاطره وحكاياته مع السكان إلى قائمة ضحايا الإصابة بفيروس كورونا الذي بدأ يثير قلقاً ومخاوف على رغم مساعي وزارة الصحة السعودية إلى طمأنة أفراد الجمهور.
وزاد القلق على مستوى العالم ليس من فيروس كورونا في السعودية وحده الذي انتقل إلى فرنسا، بل من نسخة جديدة من إنفلونزا الطيور الآخذة في التفاقم في الصين''.
ولكن في ظل شح المعلومات فإن المحطات الفضائية والبرامج الإذاعية كانت مكتوفة الأيدى نحو تقديم توعية تثقيفية بالتعاون مع وزارة الصحة عن هذا المرض، والإجابة على الأسئلة المطروحة حول ''كورونا'' من قبل الرأي العام في الصحافة أو وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة أن بيانات وزارة الصحة كانت تقتصر على تسجيل عدد الإصابات دون متابعة وسائل الإعلام للتطور الطارئ على الحالات المصابة ووضع كل حالة، أو ما السبب الذي يؤدي إلى وفاة حالات بالمرض، أو سبب كثرة الحالات في السعودية والمنطقة الشرقية تحديدا، ويظل السؤال الذي يراود الأفراد دون إجابة مع قرب الإجازة الصيفية وسفر البعض للمنطقة الشرقية باعتبارها أهم الوجهات السياحية الداخلية: هل السفر يزيد من احتمال الإصابة بالفيروس أم لا؟.