الخميس, 1 مايو 2025 | 3 ذو القَعْدةِ 1446


11 دقيقة و15 ألف مشاهدة لمعرفة معاناة الشباب اجتماعيا

يسعى فريق ''من الآخر'' على يوتيوب إلى التميز والتفرد في إنتاج أفلام درامية تعكس طموح وهموم الشباب السعودي من خلال عرض الصراع الفكري والتغيرات الداخلية في الفرد الواحد من خلال إنتاج فيلم ''+18'' وهو من إخراج محمد أحمد الخزيم, الفيلم الذي وصفه النقاد في مهرجان الفيلم السعودي برعاية قنوات روتانا بأنه فيلم فريد من نوعه من حيث فكرة العمل التي اعتمدها الفريق وأشادوا بالأداء التمثيلي العالي والمميز فيه من قبل بطل الفيلم هاني المحجوب، وعرض الفيلم عدة شخصيات متنوعة بين التيار الليبرالي والتيار المحافظ وعن معاناة الشباب في نواح عديدة في فيلم لم تتجاوز مدته 11 دقيقة, وحصد الفيلم خلال أيام قليلة ما يزيد على 15 ألف مشاهدة حيث أكدت إحصائيات موقع يوتيوب الرسمي أن عدد المشاهدين من الذكور للفيلم قد بلغ 85 في المائة ومن الإناث 15 في المائة.
بدوره، أكد بطل الفيلم ورئيس مجلس إدارة فريق ''من الآخر'' هاني المحجوب في حواره مع ''الاقتصادية'' أن طاقم العمل كافة هم من كوادر شابة سعودية تراوح أعمارهم بين 16 سنة و33 سنة، وأكد المحجوب أنه يشعر بالفخر لكون الفيلم شارك في مهرجان الفيلم السعودي برعاية قناة روتانا أفلام وتم ترشيحه للتصفيات ضمن 24 فيلما من أصل ما يزيد على 86 فيلما تقدمت للمنافسة.

ما الفكرة الرئيسة التي اعتمدها الفريق في الفيلم؟
عرضنا في آخر الفيلم نص الآية الكريمة:''وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا, فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا''، ثم أضفنا المؤثر الصوتي في ''قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا'', وهنا رسالة غير مباشرة بأن الشر والخير موجودان في النفس البشرية وعمدنا إلى إظهار الجانب الإيجابي في شخصيات الفيلم بغض النظر عن الجانب السلبي وبدأنا في تصوير المجتمع من خلال الفرد سواء كان شابا طائشا أو المفكر الليبرالي أو الشيخ الإسلامي أو حتى الشاب المغني.

ما الشخصيات التي اعتمدها الفريق في الفيلم؟
الشخصية الأولى هي شخصية شاب طائش ومتعاطي المخدرات وبلا هدف محدد, وهنا جعلنا المؤثر الإيجابي غير واضح وكان هذا مقصودا, حيث كان في نصف هذا المشهد ''سجادة ومصحف'' في أحد أركان الغرفة وكأنه رمز إلى بذرة الخير التي يمكن أن نجدها في هذا الشاب مهما كانت أخطاؤه, على الرغم من أن المؤثر السلبي كان هو الواضح والطاغي في المشهد.
الشخصية الثانية هي للرجل أو المفكر الليبرالي وعرضنا من خلالها جانبا من المفكر الليبرالي والمعروف عن هذا التيار اختلافه في عديد من الأمور مع التيار الديني المحافظ, ولكن في نهاية المشهد تحدث هذا الرجل عن والدته, وهنا عمدنا إلى توضيح جانب البر والخير في هذا المشهد تحديدا.
الشخصية الثالثة وهي شخصية الرجل الملتزم وكان المشهد عبارة عن عرض ردة الفعل السلبية في لحظات الغضب من هذه الشخصية تجاه الوافد الأجنبي الذي يعمل لديه, وكان الاختيار هنا حذرا جدا بسبب أن المجتمع لا يقبل فكرة الانتقاد لرجال الدين, فحاولنا اختيار خطأ يكون شائعا قد يصدر من الجميع بلا استثناء بغض النظر عن توجهه أو التيار الذي يمثله, ولكن في المشهد نفسه يستدرك الرجل خطأه فيستغفر الله على ما تفوه به تجاه العامل.
الشخصية الرابعة وهي شخصية الملحد ومهما كانت فيها من سلبيات, إلا أن الجانب الإيجابي فيها هو العلم الواسع الذي تمتلكه هذه الشخصية وهذا في حد ذاته ميزة.
الشخصية الخامسة وهي شخصية الشاب المغني وهي شخصية حقيقية وواقعية وقد التقيت فيها وفوجئت بالوعي الذي يمتلكه هذا الشاب, هذه الشخصية هي مدركة تماما حرمة الغناء ولكن لديها رسالة نبيلة تريد إيصالها للعالم.

لماذا وقع اختياركم على هذه الشخصيات بالتحديد؟
هذه النماذج ليست كلها تمثل المجتمع بالتأكيد, ولكن اخترنا أهمها وأبرزها لعرضها في الفيلم, وذلك في إطار محاولة تقبل الطرف الآخر والتعايش معه مهما كان اختلافنا معه فكريا أو اجتماعيا أو حتى عقديا, فالكل لا بد أن يتعامل مع المجتمع كجزء واحد لا يتجزأ.

هناك بعض الانتقادات التي وصلت إليكم عن طول مدة الفيلم, ما تعليقك؟
كان من المفترض أن تكون مدة الحلقة ما بين خمس وسبع دقائق, ولكن بعد التصوير اكتشفنا أنه تم تصوير 260 دقيقة, وهذا ما استطعنا اختزاله لنحاول إيصال الفكرة بالشكل المطلوب.

جازفتم كثيرا بجرأتكم في الطرح بشكل لم نعهده في الأفلام السعودية التي تقوم على كوادر الشباب وإمكاناتهم, ما تعليقك؟
عملنا على إعداد النص قرابة الشهر, وحصلنا على الكثير من الاستشارات من التيارات كافة, ونحن نتوقع الانتقاد على العمل وعلى الشخصيات ونرحب بكل نقد هادف.

هل شعرتم بالخوف من المنافسة خاصة أن هناك برامج وأفلام يوتيوب كثيرة ولها جمهورها الكبير؟
بالعكس نحن نؤمن بأن لدينا شيئا مهما لنقدمه يرتقي بمستوى الطرح, ولا أخفيك سراً أن بعض منافسي برامج يوتيوب قدموا لنا المساعدة الفنية والاستشارات اللازمة بشكل أخوي لإنجاح العمل وكانوا حريصين على نجاحنا.

لماذا اعتمد فيلم ''+18'' على الدراما أكثر من الكوميديا؟
عندما تبنيت فكرة الأفلام كان لدي خط مهني واضح, أنا لست ضد الكوميديا ولكني أرفض استخدمها لغرض الكوميديا فقط ودون هدف.

ما خططكم في فريق العمل بخصوص إنتاج نوعية الأفلام في المستقبل؟
هناك خطط وضعنها لإنتاج مجموعة من الأفلام بشكل درامي وأكشن وهذا يتضح من النصوص التي بدأنا في كتابتها للفيلم القادم ومن الرسالة التي نريد إيصالها للناس.

هل واجهتم أي صعوبات في التصوير؟
واجهنا الكثير من الصعوبات في التصوير واختيار أماكن التصوير, خاصة الأماكن العامة التي كنا صرحاء جدا مع مسؤوليها في غرض وجودنا فيها, فبعض المشاهد تم تصويرها في منازلنا كفريق العمل وبعضها كانت لأصحاب عقار كالفنادق سمحوا لنا بالتصوير داخلها بشكل ودّي.

ما خططكم في فريق العمل بخصوص إنتاج حلقات بشكل دوري ومنتظم؟
تكلفة إنتاج الأفلام ربما تتسبب في تأخيرنا بالالتزام بتصوير المشاهد وإنتاجها ومن ثم عرضها في فترات قصيرة، ولكن سنكتفي في الفترة الحالية بإنتاج فيلم إلى فيلمين في السنة، خاصة أننا نعتمد على أنفسنا كفريق عمل في تكاليف الإنتاج.

هل وجدتم أي دعم مادي من أي جهة أو رجل أعمال؟
نخشى أن يقيدنا الدعم المادي في قالب الأفلام التي سننتجها قريبا خاصة أن هدفنا الحالي ليس للمادة بل الانتشار بتقديم عمل يليق بمستوى الاحترام والقبول, فمثلا هوليوود تصرف الملايين وربما المليارات على الأفلام لتوصيل رسالة واحدة قد لا تستغرق مدتها 15 ثانية في الفيلم فنحن أولى أن نعمل بهذه الطريقة.

ماذا عن وجود العنصر النسائي في أفلامكم القادمة؟
حاليا لا توجد أي مشاركة من النساء, ولكني لست ضد الفكرة أبدا, وما يجعلنا نؤجل هذه الفكرة هي الضوابط المعقدة على مستوى المجتمع أو حتى الإعلام المحلي.

كم عدد فريق ''من الآخر''؟
نحن عشرة أشخاص في الفريق, أصغرنا عمراً يبلغ 16 سنة وهو مصور ومساعد مخرج وهذا شيء يدعو للفخر بوجود مثل هذه المواهب في الفريق، وأكبرنا في العمر 33 سنة.

الأكثر قراءة