قادة الخليج يحرصون على أمن اليمن واستقراره
أكد الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، اهتمام قادة دول مجلس التعاون الخليجي باليمن، وحرصهم على أمنه واستقراره وازدهاره، مؤكداً متابعة وزراء الخارجية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل.
وقال الزياني في كلمته التي ألقاها في افتتاح الجلسة العامة الثانية لمؤتمر الحوار الوطني الذي جرى أمس، في دار الرئاسة في صنعاء بحضور عبد ربه منصور هادي الرئيس اليمني: "نهنئ الرئيس اليمني وحكومة الوفاق والشعب اليمني بنجاح هذه المرحلة من مؤتمر الحوار"، واصفاً المرحلة الحالية بالمتقدمة التي تعزز قناعات دول مجلس التعاون بأن الإرادة اليمنية قادرة على تخطي الصعاب.
وأوضح أن دول مجلس التعاون الخليجي مستمرة في التعاون من أجل استكمال ما تبقى من المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية وتأييد مجلس التعاون لجميع القرارات التي تتخذها القيادة اليمنية على هذا الصعيد.
ولفت الانتباه إلى قرار الأمانة العامة لمجلس التعاون بشأن افتتاح مكتب تمثيل لها في صنعاء ورفع مستواه إلى بعثة دبلوماسية كاملة في مؤشر على حرص دول المجلس على دعم اليمن ومساعدته على تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إن دول المجلس تعول على مواصلة اليمنيين للحوار الوطني لما فيه مصلحة اليمن، عاداً الحوار بأنه السبيل الوحيد لخروج اليمن من أزمته وبناء اليمن السعيد، مؤكداً في الوقت نفسه دعم دول المجلس لأي مخرجات توافقية وتسهم في الحفاظ على وحدة اليمن.
وشهدت العاصمة اليمنية صنعاء، أمس، أعمال الجلسة العامة الثانية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل برئاسة الرئيس اليمنى رئيس المؤتمر، وحضور جمال بن عمر المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن، والدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وسفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية. وسيقف المؤتمرون في الجلسة العامة الثانية التي تستمر شهراً أمام التقارير المرفوعة من فرق العمل التسع المنبثقة عن مؤتمر الحوار والمتضمنة النتائج التي توصلت إليها فرق العمل ومشاريع القرارات والتوصيات التي استخلصتها في ضوء مداولاتها لمحاور المؤتمر على مدى شهرين ونزولها الميداني إلى الجهات المستهدفة في أمانة العاصمة وعموم المحافظات اليمنية. وتشمل محاور المؤتمر الذي بدأت أعماله في 18 آذار (مارس) الماضي ويستمر على مدى ستة أشهر تحت شعار "بالحوار نصنع المستقبل" تسع قضايا تتمثل بالقضية الجنوبية وقضية صعدة والقضايا ذات البعد الوطني ومنها قضية النازحين واسترداد الأموال والأراضي المنهوبة، فضلا عن قضية المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وبناء الدولة والحكم الرشيد وأسس بناء الجيش والأمن ودورهما، إضافة إلى استقلالية الهيئات ذات الخصوصية والحقوق والحريات إلى جانب قضايا تتعلق بالتنمية الشاملة والمستدامة وقضايا اجتماعية وبيئية خاصة.
ويضم قوام المؤتمر 565 عضواً وعضوة يمثلون ثمانية مكونات سياسية تشمل الأحزاب السياسية والشباب والنساء والمستقلين ومنظمات المجتمع المدني والحراك الجنوبي وأنصار الله. وهنأ مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لليمن جمال بن عمر من جانبه الشعب اليمني على ما حققه من إنجازات بعد أكثر من شهرين ونصف على انطلاق أعمال مؤتمر الحوار من أجل هدف واحد وهو إيصال اليمن إلى بر الأمان.
ودعا ابن عمر إلى تسوية ما تبقى من قضايا عالقة بعد وصول المؤتمر إلى أدق مهام هذه المرحلة، مبيناً أنه على بعد أسابيع فقط من موعد نهاية مؤتمر الحوار الوطني لا تزال مسؤوليات جسيمة تقع على عاتقكم، داعياً إلى التواصل مع اليمنيين في جميع المحافظات دون استثناء لضمان مشاركتهم في صنع القرار والتفكير في عملية صوغ دستور جديد تضمن مبدأ الشفافية والمشاركة الواسعة كما نصت عليه الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية.
وأكد ضرورة المضي قدماً في تنفيذ إجراءات بناء الثقة في الجنوب ومعالجة المظالم والمطالب المشروعة ولدعوة مؤتمر الحوار مجدداً تنفيذ التزامه التواصل مع جميع الفعاليات الجنوبية للانضمام إلى الحوار، مجدداً تأكيده أن مجلس الأمن سيواصل دعم العملية السياسية وجهود الرئيس اليمني.
كما أعرب عن مواصلة الأمم المتحدة وضع اليمن في مقدمة أولوياتها وتوظيف الموارد والخبرات الضرورية لإنجاح هذه التجربة ومواصلة التعاون الوثيق والبنّاء مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الذين يبذلون مساعي حثيثة ويقدمون دعماً كبيراً لليمن والتعاون كذلك مع مجموعة الدول العشر وأصدقاء اليمن الذين نثمّن جهودهم ودعمهم السخي.
وطلب المبعوث الأممي في ختام كلمته من المتحاورين أن يدركوا حجم الإنجازات التي تحققت بانتقال السلطة عبر عملية تفاوضية سلمية وحوار وطني أنموذجي.