غنيمة المرزوق دكتوراه فخرية في أعمال الخير

غنيمة المرزوق دكتوراه فخرية في أعمال الخير

منذ فترة وجيزة رحلت عن عالمنا الإعلامية الكويتية غنيمة المرزوق إحدى الرائدات الأوليات والمؤسسات اللواتي فتحن الأبواب في التعليم والعطاء أمام الأجيال اللاحقة، نموذج مثالي لإعلامية وإنسانة تعتبر رائدة الصحافة النسائية الكويتية بتأسيسها مجلة ''أسرتي'' عام 1964 وكذلك نموذج خاص في عمل الخير ومساعدة الآخرين حتى تخطى حدود المحلية إلى آفاق رحبة بعيدة عن نطاقها، شغلت ـــ رحمها الله - منصب رئيسة تحرير أول مجلة مختصة في قضايا الأسرة والمرأة ''أسرتي'' التي نالت من خلالها الجوائز والتكريمات لتشرف بلدها الكويت وذلك بعدما عاشت فترة من حياتها في الهند لتعود لوطنها الكويت وبدأت الدراسة الحقيقية في المدرسة القبلية وكان لديها حس أدبي وعقب حصولها على الثانوية العامة سافرت إلى مصر لتواصل دراستها الجامعية حيث التحقت بقسم الصحافة في كلية الآداب جامعة القاهرة إيماناً منها بأن الموهبة يجب أن تتطور بالدراسة وبعد العودة مجدداً بدأت مرحلة جديدة وهيأت نفسها للعمل في بلاط صاحبة الجلالة وكانت متخوفة في البداية فالعمل الصحافي ليس سهلاً كما كانت تردد ولكنها استطاعت بالحس الإعلامي لديها الجمع بين رئاستي تحرير مجلة ''أسرتي'' المعنية بالأسرة وجريدة ''أجيال'' الأسبوعية التي تخاطب الشباب ونجحت تلك التجربة إلى أن تم إنشاء مؤسسة فهد المرزوق الصحافية التي أصبحت أحد صروح الصحافة في المنطقة، كما أدخلت الإعلامية غنيمة المرزوق فن كتابة المقال الكاريكاتيري الناقد الهادف من خلال ابتداعها شخصية أم الخير لتتقمص من خلالها دور الأم والجدة حتى تراقب التحولات والظواهر الاجتماعية الضارة بهدف محاربتها والقضاء عليها في إطار اجتماعي تربوي، تعتبر ـــ رحمها الله ـــ من الصحافيات الأُول اللاتي أسسن جمعية الصحفيين الكويتية وكانت تعتز بذلك وتعتبره وساما على صدرها لثقة زملائها المشاركين من الصحافيين الرجال في تأسيس الجمعية، حقاً إنجازات عديدة تحفظ اسمها شامخا عاليا سواء في العمل الصحافي أو أعمال الخير التي كانت تتكتم عليها دوما رغم أن شغلها الشاغل هو الإحساس بالآخرين من الفقراء والمعدومين وذوي الحاجة.
شخصية قلما تتكرر، جمعت بين عدة أعمال تحتاج إلى مجهود فوق العادة للوصول للغاية المنشودة وقد وصلت ونجحت فلقد كانت ـــ رحمها الله ـــ لا تفرق بين محتاج في وطنها أو أي بلد آخر، فالهدف الأساسي لديها يصب في مساعدة الإنسان بأي شكل دون تمييز، حقاً شخصية مشرفة ومسيرة مهنية مشرقة حظيت من خلالها بالعديد من التكريمات والجوائز حيث حصلت مجلة ''أسرتي'' التي كانت تترأس تحريرها على أفضل مجلة من قبل الجهة المنظمة لمؤتمر الشرق الأوسط للنشر في دورته الثانية في دبي كما تم تكريمها بجائزة الدولة التقديرية عام 2011 من قبل وزارة الإعلام الكويتية واختارها قسم الإعلام في جامعة الكويت كشخصية ثقافية وإعلامية بمناسبة اختيار الكويت عاصمة للثقافة العربية عام 2001 كذلك اختيارها لتكون عضوا في مجلس كلية الآداب جامعة الكويت من خارج هيئة التدريس كما منحها اتحاد الصحفيين الدولي جائزة إنجاز العمر ومنحتها جامعة قرقيزيا إحدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقاً درجة الدكتوراه الفخرية في أعمال الخير وقد خصصت الإعلامية غنيمة المرزوق جائزة سنوية باسمها للمتفوقين والمتميزين من خريجي الإعلام وقد أدرجت الجامعة هذه الجائزة باسم جائزة غنيمة المرزوق للإبداع الإعلامي فكانت خير ذكرى لإنسانة بذلت الكثير في شتى المجالات وتوجت مسيرتها بترسيخ جائزة باسمها سنويا ـــ رحمها الله ـــ فهي خير مثال يحتذى.

الأكثر قراءة