محمد عساف مشروع جديد يحمل رسالة فلسطين

محمد عساف مشروع جديد يحمل رسالة فلسطين

محمد عساف اسم ولد حديثاً ولمع بقوة هذه الأيام، انطلق من أراب أيدول وأذهل الجمهور في كل مكان وأصبح الكبير والصغير يردد اسمه فقد أسر القلوب وأضاء سماء الفن والأوطان بنجاحه خلال فترة وجيزة في أن يكون النجم صاحب الصوت والرسالة، لأنه أطل بعد عناء ليرسم البسمة على شفاه أبناء وطنه فلسطين ولتعم الفرحة قلوب العرب أجمعين بعد مشوار طويل عانى خلاله لكي يشارك في البرنامج حيث قدم من فلسطين إلى مصر ليقدم نفسه لتجارب الأداء واستطاع أن يقنع لجنة التحكيم بأدائه ويحصل على رد فعل إيجابي وتعليقات رائعة حاضرة دائماً في ذاكرته وذاكرة الجمهور.
هذا الشاب الفلسطيني الرائع الذي ولد في مصراتة في ليبيا 15/9/1989 ويدرس الصحافة ويهوى كرة القدم والغناء، أصبح علامة فنية بارزة فبعد أن كانت موهبته مجرد هواية، وأطل عبر أراب أيدول ليبهر العالم بصوته. حقاً أبهرنا جميعاً بشهادة الفنانين الذين أطل بجوارهم على المسرح فهل هذا مصادفة؟ مؤكد أن الصوت القوي الحساس يفرض نفسه ولكن مع اختلاف ظروف محمد عساف وما شاهده بعد رجوعه من ليبيا ليقيم في مخيم خان يونس قادر على إهدار أي موهبة، ولكن بالتشجيع والمثابرة اكتشف موهبته من خلال أهله وأصدقائه في المخيم الكشفي ومن بعدها اختار عساف أراب أيدول لثقته بلجنة التحكيم علي حد قوله لأنها ذات باع طويل في المجال الموسيقي والغنائي وهذا ما سهل عليه الصعب أثناء مهمته الانتقالية من فلسطين إلى مصر ومن مصر إلي بيروت لكي يتتبع حلمه للاشتراك في برنامج جعل منه نجماً ومحبوباً للعرب. وعلى الرغم من قوة وجمال صوت منافسيه المصري أحمد جمال والسورية فرح يوسف إلا أن المساندة المستمرة من أبناء وطنه فلسطين والدعوة للتصويت الدائم له جعلاً التصويت مكثفا وبغزارة حتى كتب له الفوز لتحل الفرحة مكان المعاناة ولينعم بالفوز بعد خسارته أشياء عزيزة عليه، فقد تخلى عن سيارته وباعها حتى يتمكن من المجيء والمشاركة ليكمل مشواره في البرنامج فنال أفضل منها كجائزة من البرنامج بعد حصوله على اللقب، ولكن ظروف الاحتلال التي تحيط به في وطنه فلسطين تمنع مثل هذه السيارات من دخول قطاع غزة لأنها ذات سرعة فائقة تتيح لقائدها الفرار سريعاً وهذا النوع بالتحديد مستهدف دائماً فهل هذا أضاع على عساف وأهله فرصة التمتع بها؟ نعم فالاحتلال لا يتواني لحظة لاقتناص أي فرصة لكي يخيم عليهم بالحزن. ولكن يكفيك يا ''محبوب العرب'' المنصب الشرفي الذي منحك إياه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن تقديراً لمسيرتك الفنية المشرفة وهي سفير النوايا الحسنة وغيرها من الصلاحيات الدبلوماسية، الكاملة كما أعلنت الأمم المتحدة بعد فوزه أنه أول سفير للشباب الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية واللاجئين في البلدان المجاورة.
برنامج أراب أيدول وما أدخله من فرحة على قلوب الملايين بعد فوز محمد عساف جعل المتابعين وبالتحديد الفلسطينيين يديرون ظهورهم للمشاكل السياسية ووضعوا كامل اهتماماتهم بالبرنامج بكل ما يحدث فيه حتى تكون الفرحة دائماً في القلوب بفوز هذا الشاب ذي الملامح الحزينة الجذابة ولتكف أفواه الحاقدين على التلاسن واللعب على وتر التنصل والغرور بقولهم إن محمد عساف تنكر لمكتشفه الفنان والملحن الفلسطيني جمال النجار وصاحب أغنية ''على الكوفية'' لمحمد عساف والتي قام بغنائها في البرنامج ونالت إعجاب الكثيرن، ولكن خروج النجار ليعلن عدم صحة هذا الكلام وأنه افتراء أضاع على الكثيرين الفرصة لإبعاد الفرحة عن قلوب محبيه التي حازها بعد أربعة أشهر من العناء والعمل المتواصل لكل فريق إم بي سي وفريق البرنامج بالتحديد للخروج بالشكل اللائق كعادته من العام الماضي. ولكن هل ستكف الأقلام عن محاربة كل ما هو جميل؟ الإجابة حتماً لا، والدليل الإشاعة المغرضة التي أفادت بمقتله عقب عودته لمنزله في قطاع غزة ليخرج من بعدها لمحبيه لنفي الخبر وطمأنة جمهوره عليه. والنجاح دوماً له ضريبة وخصوصاً بعد ولادته في ظروف صعبة.
أخيرا فاز محمد عساف ليبعد السياسة بما تحمله من فرقة وليبقي الفن بما يحمله من حب دائم في قلوب وعقول المشاهدين وعليه أن يظل مثالاً للفن الراقي بعدما أصبح اسماً يتلألأ عالياً. مبروك لك محمد عساف ولوطنك الغالي فلسطين، أكمل المسيرة مثلما يقول شعار البرنامج ''من هنا ابتدأ المشوار''.

الأكثر قراءة