الثنائيات الخليجية الفنية تخطف الأضواء في تصنيف دراما رمضان

الثنائيات الخليجية الفنية تخطف الأضواء في تصنيف دراما رمضان

الدراما العربية هذا العام في رمضان خليط دسم من المواضيع المتنوعة والتي ستكون حتماً مائدة عامرة للمتابعين على كل الأوجه والاختلاف وعلى الرغم من التوتر في العديد من البلدان التي تعتبر الدراما شيئا أساسيا عندها ونظراً للأوضاع السياسية والأمنية السيئة في كل من مصر وسورية لكن لا شيء يتوقف فهناك العديد من الإنتاجيات الضخمة علي صعيد الدراما ولكن مع قلة المتابعة والانشغال بأمور السياسة جعلنا نتساءل أين صناع الدراما؟ مع العلم أنهم يواصلون الليل بالنهار وحركة الكاميرا لا تتوقف من أجل إنجاز كم هائل من المسلسلات علي سبيل المثال تتعدي 25 مسلسلا مصريا سيتواجد وبقوة على الساحة مع خلوها من أعمال عدد من الكبار أمثال محمود عبد العزيز الذي فضل التواجد السينمائي وأحمد السقا الغائب بعد نجاح العام الماضي عبر مسلسلة'' خطوط حمراء ''والفنان يحيى الفخراني الذي سنشهد له فقط العمل الكرتوني ''قصص النساء في القرآن'' ولكن علي صعيد آخر هناك نجوم سيضيئون الشاشة الرمضانية هذا العام أسماء كبار ونجوم صف أول يتبارون وبقوة لإظهار من الأفضل وعلى رأسهم الفنان عادل إمام والفنان نور الشريف والفنان محمود حميدة والفنانة سهير رمزي التي ستطل علينا بعد فترة غياب في مسلسل ''جداول''، من المؤكد احتواء أغلب هذه الأعمال علي إسقاطات سياسية وهذا طبيعي كون الحالة التي تمر بها العديد من البلدان تحتوي على حراك سياسي متواصل لذلك كان لابد من سير الدراما علي هذا النهج الصعب والمتداخل وكذلك إدخال أطراف الجماعة الإسلامية ومناقشتها من أبعاد كافة من الضروريات وخصوصاً أن هذه الأعمال بدأ تصويرها إبان حكم الإخوان لمصر ولم يكن يعلم صناعها أنه مجرد فترة ويتهاوي هذا الزمن ويسقط ومن بين هذه الأعمال المصرية التي ستأتي بضجيج بعد عرضها مسلسل الداعية لهاني سلامة لما يحتويه من مناقشات تخص هذا الموضوع ومسلسل فرعون لخالد صالح كذلك يعد تواجد الفنانة يسرا من الضروريات التي اعتاد عليها المشاهدون وعشاق الدراما لان لها جمهورها المنتظر دوماً لفنها لذا سيعرض لها هذا العام مسلسل'' نكذب لو قلنا ما بنحبش ''وأيضا الفنان عادل إمام حاضر من خلال مسلسل ''العراف'' وقد كرر عادل إمام التجربة التلفزيونية بعد نجاح عمله العام الماضي ''فرقة ناجي عطا الله ''وشعوره باختلاف النجاح مع شريحة كبيرة من جمهور التلفزيون عكس جمهور السينما أما الفنان خالد الصاوي معنا هذا العام بمسلسل ''علي كف عفريت''، هناك عمل للفنانة غادة عبد الرازق هو''حكاية حياة'' ومسلسل ''نظرية الجوافة'' للفنانة إلهام شاهين ومسلسلات الفنانات الشابات العائدات بثبات ومنهم مني زكي ومسلسل'' دنيا آسيا ''ومنة شلبي ومسلسل'' نيران صديقة ''و''الشك'' لمي عز الدين و''القاصرات'' لداليا البحيري وهذا بعد التوقف الطفيف للسينما في مصر وهناك أيضا ليلي علوي في'' فرح ليلي'' وظهور أولي في الدراما للفنانة اللبنانية هيفاء وهبي من خلال مسلسل ''مولد وصاحبة غايب ''وجمال سليمان في ''نقطة ضعف'' وإياد نصار في ''موجة حارة''، والأهم من ذلك سيتواجد الفنان المحبب إلى القلب نور الشريف بمسلسلة ''خلف الله'' والذي يقدم فيه وجبة صعيدية متكاملة مليئة بالتشويق والفنان محمود حميدة في ''ميراث الريح ''، أما الدراما التركية فلها وجود مصغر متمثل في التركية ''سنجول أودن'' الشهيرة بنور لأول مرة في الدراما المصرية من خلال المسلسل المصري ''تحت الأرض'' مع الفنان أمير كرارة وسيكون هناك مقارنة حتمية بين الأداء في الأعمال العربية وفي الأعمال التركية.
وهنا يقول لـ ''الاقتصادية'' الناقد السعودي الفني وعضو الجمعية السعودية للثقافة والفنون يحيى مفرح رزيقان أن حال المسرح في أي بلد في العالم لا بد أن يعكس الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهذه مهمة المسرح والأعمال الفنية منذ قديم الزمان ولذلك فإنه من الأهمية ما كان أن تستحوذ ما يجري في المسرح السياسي للبلدان العربية على الأعمال الفنية والمسرحية والمسلسلات على برامج الفضائيات والإذاعات لمواكبة هذه الأحداث التي تؤثر كثيرا على الحركة الاجتماعية والثقافية، ولكن المهم في الأمر أن تكون هذه الأعمال في مستوى الأحداث وتعود بنتائج إيجابية وليس الهدف والغرض الأساسي منها الكسب المادي الرخيص وابتزاز جماهير المشاهدين بأعمال الغرض منها فقط سد الفراغ الذي يشهده المسرح الفني، والخوف من أن يكون مضمونها ضعيفا وأجوف والغرض منه الهرج أكثر من عكس الصورة التي تمر بها الشعوب العربية.
وبعد هذا السرد لأهم الأعمال المصرية في رمضان يمكننا القول إنها مليئة بالمناقشات الواقعية والإسقاطات السياسية التي تمس شخصيات بعينها ووجود الشباب هذا العام يعطي الدراما رونقا ويلبسها ثوبا جديدا، ولكن الملاحظة الأقوى هي قلة الأعمال الدينية المصاحبة للشهر الكريم والتي اعتدنا عليها كل عام. ونتساءل أين الأعمال الكوميدية أيضاً والتي ربما انحصرت في عمل أو اثنين وأشهرها ''مسلسليكو'' للفنان محمد هنيدي، أين مسلسلات السيرة الذاتية التي تملأ الشاشات كل عام واضمحل العمل فيها ليصبح مسلسل ''أهل الهوى'' الذي يقدم لنا السيرة الذاتية للفنان سيد درويش وتقوم بالبطولة فيه حفيدة الفنان إيمان البحر درويش هو الوحيد الذي يسير في هذا الاتجاه. أما على صعيد الدراما الخليجية هذا العام ولو حاولنا حصرها في كلمات سنقول هناك اختلاف كلي ومواضيع جريئة وحساسة نوع جديد من التعاطي في الدراما يلوح بنجاح هذه الأعمال لتنوعها وذلك لأنهم وضعوا خطة محكمة للتواجد الفعلي في ظل إخفاق بعض الأعمال الأخرى في العديد من البلدان وسنجد أيضا الثنائيات الخليجية المهمة على الساحة الدرامية التي لها جمهورها المتشوق دوماً لأعمالهم وهم الفنان السعودي ناصر القصبي والنجم الكويتي عبد الحسين عبد الرضا في مسلسل ''أبو الملايين''، والفنانة هدى حسين وشقيقتها العائدة للفن سحر حسين في مسلسل ''أرفض هذا الطلاق ''وهو موضوع مهم وشائك ولأول مرة تتم مناقشته في عمل فني خليجي.
أما المفاجأة هذا العام في الدراما الخليجية فهي التحام الفنانتين الكويتيتين سعاد عبد الله وحياة الفهد في مسلسل'' البيت بيت أبونا'' واجتماع القدير سعد الفرج وإبراهيم الحساوي في ''توالي الليل'' واشتراك النجم القطري غانم السليطي والإماراتية سميرة أحمد في مسلسل ''زمن لول''.
وعلى صعيد الدراما السعودية نجد عبد الله السد حان في ''هذا حنا'' وفهد الحيان في ''هشتقة ''2 و''سكتم بكتم''4 لفايز المالكي، لذا تعتبر الدراما الخليجية مميزة بهذا التجمع الفني بين دول الخليج لتتضح لنا أهمية اللحمة الفنية وتأثيرها في مناقشة أي موضوع ما، لن ننسى الشباب المتواجد وبكثافة أمثال الإماراتي فايز السعيد في ''يا مالكاً قلبي'' و''سر الهوي'' للكويتية شجون الهاجري وزهرة الخرجي و''مطلقات صغيرات'' للفنان العماني إبراهيم الزدجالي.
أما الدراما السورية فالحديث عنها سيكون من منطلق التعاطف لما يحدث من دراما على أرض الواقع ومحاولة فنانيها العمل رغم الألم والحزن وتقديم الأعمال هذا العام سيكون مرتبطا ارتباطا كليا بمناقشة مواضيع تهم الواقع الذي يعيشه الملايين على هذه الأرض وحتما سنرى إنتاج هذا العام تم تصويره في بلدان أخرى بعيداً عن بيئتها الأصلية ما بين مصر والإمارات والقليل منها في سورية وذلك بحكم تواجد هؤلاء الفنانين في هذه البلدان والظروف التي استدعت فعل ذلك للخروج بأعمالهم إلى النور والتي ستكون مليئة حتماً بمشاهد تناقش ما يدور حولهم. هناك مسلسلات تحكي قصص الشام العتيقة ومنها على سبيل المثال مسلسل ''حدث في دمشق'' بطولة سلاف فوا خرجي، ومسلسل ''سنعود بعد قليل'' مع دريد لحام، ومسلسل ''لعبة الموت ''لسيرين عبد النور وماجد المصري، ومسلسل ''حدود شقيقة'' لباسم ياخور و''صرخة روح'' لبسام كوسا وعباس النوري، و''ياسمين عتيق'' لغسان مسعود، ومسلسل ''قمر الشام'' لمنى واصف، ومسلسل ''تحت سماء الوطن'' لمجموعة من الشباب، ومسلسل ''زمن البرغوث'' لأيمن زيدان، ومسلسل ''طاحون الشر'' لأسعد فضة.
تلك المسلسلات وغيرها الكثير الذي يحكى قصصا حتماً ستكون واقعية تلمس العديد من المواضيع الحساسة والشائكة سواء في الخليج أو مصر أو سورية. المهم أن الدراما كامنة في عقول المشاهدين وجزء لا يتجزأ من حياه الكثيرين على اختلاف توجهاتهم ومعتقداتهم هي في النهاية تصب في المصلحة العامة ولا بد من التواجد الفعلي للمواضيع الحساسة على قوائمها كل عام. ويجب تجنب التفا هات والقشور والاهتمام أكثر بالكوميديا التي يفتقدها المشاهد.
الخلاصة هذا العام ستشهد الدراما التحاما فنيا عربيا كبيرا، وإسقاطات سياسية كثيرة، وتواجد فعلى للنجوم الكبار والشباب والعائدين أيضاً ولذلك هو يعتبر موسم اللعب مع الكبار. الكل يعمل بحق لإنجاح هذا الموسم الرمضاني رغم أنف صراعات السياسيين المزعجة سنرى أعمالا مهمة وأخرى سطحية ولكنها في النهاية صناعة ولا بد من تواجدها حتى تسير الأمور بطبيعتها ولأنها منظومة متكاملة بداية من المؤلف والمخرج والأبطال مروراً بالمنتج وحتى العاملين البسطاء فلابد لها أن تخاطب القول من منطلق المصداقية الفنية أو بمعنى آخر يجب محاكاة الواقع وإلا سيكون مصيرها الإحجام بديل للترقب هذا عن الدراما. أما على صعيد البرامج باختلاف أنواعها وأشكالها الاجتماعية والدينية والفنية والكوميدية وبرامج المسابقات والمقالب التي لا يخلو موسم منها وحتماً سيكون للتوك شو السياسي نصيب حتى لا ننسى واقعنا المؤلم المرير ونحن نترقب ونتابع الأعمال الفنية ولكن مع كل هذا ندعوكم أعزاءنا القراء للاستمتاع بالمتابعة والحكم والرأي لكم في النهاية. ولا ننسى أن هذا الشهر الكريم يأتي هذا العام ويمر على الكثير من الدول العربية الشقيقة وهي في شقاء ومحن لذلك وجب الدعاء وبإخلاص حتى تتحقق أمانينا بالتوافق وإبعاد الشرور عن بلادنا العربية فهذا الشهر وإن كان النصيب الأكبر فيه الجلوس أمام الشاشة ونسيان الأمور الصعبة فيجب ألا نغفل أن العبادة والدعاء هي الأهم وعلى رأس كل الأولويات.

الأكثر قراءة