أبشع جريمة في عصرنا !

لست أدري كيف أبدأ المقال فالكلمات تأبى الخروج لتتحدث عن مثل هذه الفظائع والجرائم التي لا يقبلها العقل والفطرة السليمة . ما الذي يحدث في زماننا هل أصبحت قلوب البعض منا أشد قسوة من الوحوش , بل أن الوحوش هي أرأف بأهلها منا .

ذكرت بعض الصحف أن ابنا قتل أباه ضربا على رأسه ثم سحبه كما تسحب الذبيحة إلى دورة المياه , وخبر آخر يذكر أن أبنا دهس أباه كما يُدهس الحيوان !, فلا حول ولا قوة إلا بالله.

هل هذا يحدث في ديارنا وبين أهلينا وفي مجتمعنا, ما لذي حدث وماذا الذي تغير , هل نحن نعيش في زمن غير زمننا. ما هذا التحول العجيب من بر الوالدين إلى قتلهما , تكاد السماء أن تسقط علينا , وتكاد الأرض أن تُخسف بنا . الوالدين الذين ذكرهما الله عز وجل في أكثر من موضع في القران بعد أن أمرنا بعبادته , وعدم الشرك به, ثم عطف على الوالدين بواو العطف لأن عقوقهما من أكبر الكبائر , فكيف بقتل أحدهما؟ يقول سبحانه وتعالى " قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا " , " وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا " , " وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا".

إحداث كثيرة تغيرات في مجتمعنا ولكن أن تصل إلى قتل الوالدين فلابد من معالجة الأمر قبل أن يصبح الأمر شائعا وطبيعيا !.

إن الصين مؤخرا شعرت بعظم الفجوة بين الأبناء والآباء فأصدرت مؤخرا قانون على ضرورة تلبية الحاجات النفسية والروحية للوالدين ,و أن يقوم الأبناء بزيارتهما للاطمئنان عليهم وإلا تعرضوا للغرامة أو السجن. ونحن عندنا قانون أعظم وأجل تقشعر منه الأبدان وترتجف منه القلوب ففي الحديث الحسن " لا يدخل الجنة عاق ".

إن الأمور في الغالب تبدأ بمستصغر الشرر فنستسهلها ولا نلتف إليها , وربما نعللها بقولنا هي أحداث شاذة لا تعني شيئا , ثم يستفحل الأمر وتصبح ظاهرة ثم تخرج عن السيطرة. ودليل ذالك أننا كنا في الماضي القريب نتكلم عمن يعق والديه بالألفاظ والتصرفات , ثم أصبح هناك من يضربهما , واليوم وصلنا إلى الأسوأ وهو قتل الوالدين !, فماذا بعد ذلك ؟.

مثل هذه القضايا كنا نسمع عنها في الدول الأخر وكنا نستغربها ونستعظمها , وها هي أصبحت تحدث بيننا. إذا لابد من وقفة حازمة , ودراسة نفسية واجتماعية من الجهات الرسمية والتطوعية لمثل هذه الحالات الفظيعة , وأن نخرج بها بتوصيات وتوجيهات وإجراءات صارمة تنشر على كافة المنابر الإعلامية .

تلك الأحداث ليست أمور بسيطة ولا يستهان بها , ولابد أن لا تمر بسهولة فهي إشارات شديدة الوضوح على الشرخ الأسري الكبير , الذي لابد من إصلاحه حتى لا ينشرخ المجتمع فالأسرة هي القاعدة الأساسية التي تبنى عليها المجتمعات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي