«تسونامي» من البيانات الإلكترونية يحرج جامعة الملك سعود
كشفت مصادر لـ ''الاقتصادية'' في مشروع جامعة الملك سعود لتحسين البنية التحتية للتعاملات الإلكترونية عن نمو أحجام بيانات الجامعة على شبكاتها الرقمية بشكل ضخم، موضحاً في الوقت نفسه أن تلك البيانات قفزت من إجمالي 5 تيرابايت في عام 2007 إلى ما يقارب 1 بيتابايت ''ما يعادل مليار ميجابايت''.
وقالت المصادر إن الجامعة شهدت تفجراً في أحجام البيانات، وذلك نتيجة أتمتة الخدمات الإلكترونية وإضافة تطبيقات التعليم الإلكتروني وإطلاق المنهج الدراسي عبر الإنترنت. وأضاف: ''تلك النقلة النوعية، عجزت البنية التحتية للتخزين لدى جامعة الملك سعود، التي تتألف من عشرة أنظمة تخزين منفصلة عائدة لمجموعة من المزودين من أمثال IBM وHP، من استيعاب هذا النمو الكبير ودعم التطبيقات الفردية''. الأمر الذي أسفر، حسب توضيح المصادر، زيادة التعقيد في بيئة تكنولوجيا المعلومات هذه عن ارتفاع تكاليف النفقات التشغيلية وزيادة تعقيد عمليات نظم الإدارة التي صعبت من مهمة الجامعة الرامية للانتقال للبيئات القائمة على تكنولوجيا الحوسبة السحابية. كما واجهت عمليات جامعة الملك سعود خطر التوقف بسبب تعقيد الأنظمة القديمة للتعافي من الكوارث والاسترجاع والقائمة على الأشرطة التي لم تكن مكلفة فقط، إنما أثرت سلباً في مدى توافر النظم. واحتاجت جامعة الملك سعود إلى حل يعزز أداء النظم ويزيد من توفير التكلفة ويعزز المرونة اللازمة لتلبية احتياجات الطلبة الذين يزيد عددهم على 120 ألف طالب والموظفين الذين يبلغ عددهم نحو خمسة آلاف موظف، هذا إلى جانب دعم استراتيجية ترسيخ المحاكاة الافتراضية في عمليات الجامعة والجارية حالياً.
البيانات الكبيرة.. تسونامي إلكتروني
أوضح لـ ''الاقتصادية'' المهندس عبد العزيز الحميدي مختص في الاتصالات والشبكات أن مراكز البيانات حول العالم تزداد فيه المعلومات والبيانات بوتيرة متسارعة، مشيرا إلى أن 90 في المائة من البيانات في جميع أنحاء العالم تم إنشاؤها خلال العامين الماضيين فقط، في المقابل تقديرات مركز أبحاث IDC أنه بحلول عام 2020 سيبلغ حجم التعاملات التجارية عبر شبكة الإنترنت، بما فيها الأعمال التجارية بين الشركات والأعمال التجارية التي تستهدف المستهلك، نحو 450 مليار معاملة في اليوم الواحد.
شبه الحميدي تضخم تلك البيانات بأمواج تسونامي التي لا تكسو الأرض إلا فجأة وتغرقها بالمياه، هذا ما ستحدثه البيانات الكبيرة، إن لم تتدارك مراكز البيانات أحجام النمو خلال الأعوام السابقة.
وفي السياق نفسه، قدر مركز أبحاث شركة إنتل أن حجم البيانات التي ولدها البشر منذ بداية التاريخ حتى عام 2003 ما قدره 5 إكسابايت، لكن هذا الرقم تضاعف 500 مرة خلال عام 2012 ليصل إلى 2.7 زيتابايت، ويتوقع أن يتضاعف هذا الرقم أيضاً ثلاث مرات حتى عام 2015.
وتعتبر البيانات الضخمة صفيح مراكز البيانات الساخن الذي بدأت الشركات العالمية تتجه نحو تطوير واستثمار قدراتها بما يولد أقصى فائدة من تلك البيانات وطرق تخزينها الحالية والمستقبلية.
وعلل الحميدي اهتمام القطاع بالبيانات الضخمة، وأسباب زيادة حجم البيانات، قائلا:'' تستمر في التولد بشكل أكبر بكثير من السابق من خلال عدة أجهزة ومصادر، والأهم أن معظم تلك البيانات ليست مهيكلة، كتغريدات ''تويتر'' والفيديوهات على ''يوتيوب'' وتحديثات الحالة على ''فيسبوك'' وغيرها، ما يعني أنه لا يمكن استخدام أدوات إدارة قواعد البيانات وتحليلها التقليدية مع هذه البيانات، لأنها ببساطة ليست وفق الهيكل الذي تتعامل معه كجداول''.
لكن هل تستحق البيانات الضخمة عناء الاهتمام بها؟ لما لا نتجاهلها وحسب؟
الجدير بالذكر أن دراسات من جارتنر تؤكد أن هناك نحو 15 في المائة فقط من الشركات التي تستفيد بشكل جيد من البيانات الضخمة، لكن هذه الشركات حققت فاعلية 20 في المائة أكثر في المؤشرات المالية، الأمر الذي أنهى فيه الحميدي توضيحه لـ ''الاقتصادية'' قائلا: ''وهذا ما ينبغي على جامعة الملك سعود تحقيقه للوصول إلى مفاهيم جديدة إبداعية مخصصة للتعامل مع البيانات الضخمة''.