عودة الكبار غير الناضجة .. تقدّم السن أم سقوط السيناريو؟
عندما تم الإعلان عن اجتماع اثنين من عمالقة الدراما الخليجية هما عبد الحسين عبد الرضا وناصر القصبي في عمل يحمل عنوان ''أبو الملايين'' .. وكذلك عندما جرى الإعلان عن عرض مسلسل ''البيت بيت أبونا'' .. وهو العمل الذي عادت به الفنانتان حياة الفهد وسعاد عبد الله - عقب 20 عاما - لتقدما مع بعضهما عملا دراميا اجتماعيا ذا طابع كوميدي خفيف، يحمل الكثير والكثير من القضايا الاجتماعية التي تعانيها المجتمعات في بعض دول الخليج، توقعت شرائح واسعة أن يكون هذان المسلسلان من روائع الدراما الخليجيّة والعربية، وشيئا استثنائيا نظير ما زخرا به من أسماء كبيرة، ولقاء ما جمعا من نجوم كبار لهم دور وإسهام بارز في الدراما التلفزيونية الخليجية،
إلا أن الحلقات التي عرضت من هذين المسلسلين الرمضانيين، لم ترق لتوقعات وطموحات المشاهدين الذين ألفوا في كلا العملين نجومهم الذين كانوا في مستوى متدن، وأداء لم يعهدوه فيهم. إنه أداء باهت يخلو من ذلك الألق الذي كان يطوق مسيرتهم في السابق.
المشاهدون عبروا عن صدمتهم في نجومهم، ولا سيما عقب اجتماعهم في عمل واحد. ففي ذلك يقول عامر حمزة: تابعت من بداية شهر رمضان الكريم مسلسل ''البيت بيت أبونا'' بكل تفاصيله؛ بداية من الموسيقى التي تأتي في مقدمة العمل وحتى أدق التفاصيل لحركة الكاميرا وعرض المشاهد والحوارات وأداء الفنانين وطريقة تعبيراتهم وغير ذلك، ولكني لم أتوقع أن يأتي هذا المسلسل بخلاف توقعاتنا له، خاصة مع ما عهدناه من نجومية حياة الفهد وسعاد عبد الله، إضافة إلى مشاركة نجوم مميزين في الدراما الخليجية، من أمثال إبراهيم الصلال، ومحمد جابر، ومرام، ومشاري البلام، وملاك، وفخرية خميس، وبثينة الرئيسي، وشيماء علي.
ويتابع قائلا: لم أجد اهتماما واضحا بالبنية الدرامية، وانعدم السيناريو الذي يتواءم مع مستوى وخبرة هؤلاء النجوم، وكان عرض المشاهد بهدف استدعاء الضحك دون عمق موضوعي أو سبر وتحليل واضح للنفس البشرية من خلال المواقف التي تتقن صنعها دراميا، خاصة أن المسلسل يعالج موضوعا اجتماعيا، فكان الأجدى أن يتم التركيز على ما يلامس واقع الإنسان الخليجي.
وفي السياق ذاته يشير المشاهد مازن محمد إلى أن مسلسل ''أبو الملايين'' لم يكن بقدر توقعاتنا له ولم يرق إلى مستوى نجمي العمل. ويبدو أن رسم السيناريو، والحبكة الدرامية لم يرسما بشكل جيد، ويضيف: أو ربما كان للعمر وتقدم القصبي وعبد الرضا في السن دور في الأداء المتواضع الذي ظهرا به في هذا العمل.
فيما يقول المشاهد عمر الحربي: شخصيا كنت أتوقع لهذا العمل نجاحا كبيرا عطفا على الأسماء الكبيرة المشاركة، إلا أنني لم أجد فيه ما يلفت، فلم يظهر المسلسل بصورة متماسكة، ولم يعتمد على المواقف الكوميدية المرسومة بدقة.
ويعلق ناصر علي حول مسلسلي ''أبو الملايين'' و''البيت بيت أبونا'': لم يكن أداء الفنانين الكبار متميزا، بل كان أقل من العادي، فالمتابع يلاحظ ضعفا كبيرا في النص الدرامي، وخللا واضحا في بناء الشخصيات، وحوارات مجانية مكررة، ومحاولة لاصطناع الضحك بما ينأى عن الكوميديا ليقترب ويلامس التهريج.