الحرب تسهم في تقلص إنتاج الدراما السورية وتراجعها

الحرب تسهم في تقلص إنتاج الدراما السورية وتراجعها

لا حياة بدون أمن واستقرار سياسي واجتماعي، و''الفن'' هو أحد أوجه الحياة التي لا يمكنها أن تنمو وتزدهر في أوقات القلاقل وأزمنة الاضطراب .. هذا ما حدث للدراما السورية التي تقلص إنتاجها، وتراجعت عن موقع مميز في صدارة المشهد الدرامي العربي مع الظروف السياسية التي تعيشها سورية منذ أكثر من عامين، والتي تسببت - وفقا للمراقبين - في تقليص حجم الإنتاج الدرامي السوري، الذي أبدع في السنوات العشر الأخيرة وأخرج للمشاهد العربي أعمالا دراميّة رائعة.
كما أن الظروف السياسية والأمنية التي آلت إليها سورية، أسهمت حتى في هجرة الفنانين السوريين الذين طفقوا يسافرون إلى كل فج بحثا عن آفاق أخرى، وطمعا في العمل في ظل ظروف آمنة، وهو الوضع الذي يعبر عنه توجه كثير من الفنانين السوريين نحو مصر.
حيث شهدت الدرما المصرية لشهر رمضان للعام الجاري 2013، قائمة من الفنانين السوريين المتوجهين للدراما المصرية تضم أسماء كبيرة، منهم: الفنان أيمن زيدان الذي يشارك في الدراما المصرية هذا العام من خلال دوره في مسلسل ''حاميها حراميها''، والمسلسل الديني ''خيبر''، الذي تشارك فيه أيضاً الفنانة السورية سلافة معمار التي عرفها الجمهور المصري العام الماضي من خلال مشاركتها الأولى في الدراما المصرية مع الفنان المعروف يحيى الفخراني في مسلسل ''الخواجه عبد القادر''.
كما يشارك الفنان السوري القدير جمال سليمان من خلال مسلسل ''نقطة ضعف''. وقد أصبح سليمان في الأعوام الأخيرة نجماً في الدراما المصرية، وأحد الأوجه الفنية المألوفة، فهو يقدم مسلسلا في رمضان من كل عام.
أما الفنانة المعروفة رغدة، فتشارك هي أيضا في الدراما المصرية من خلال دورها في مسلسل ''الشك''، وذلك بعد انقطاعها وغيابها الطويل عن الشاشة الفضية.
وعلى المنوال ذاته تشارك الفنانة الدرامية المعروفة جومانا مراد في المسلسل المصري (فرعون)، فيما سجلت الفنانة كندة علوش مشاركتها في الدراما المصرية من خلال عملين فنيين. أما الفنان السوري المعروف تيم حسن فيوجد هذا العام بمسلسله ''الصقر شاهين''، فيما شارك الفنان السورى فراس سعيد في ثلاثة مسلسلات. وعلى أثر هذه المعطيات التي تبرزها انحسار في موجة المد الدرامي وقلة الأعمال المعروضة إلى أدنى حد .. وتوقف سوق الإنتاج الدرامي السوري .. وهو الأمر الذي يبرزه بجلاء توجه الفنانين السوريين للبحث نحو آفاق أخرى. تبرز لدى المشاهد العادي الذي كان شاهدا خلال العقد الأخير على نبوغ الدراما السورية وعلو كعبها من خلال ما قدمته من أعمال ومسلسلات أثرت الساحة الفنية العربية وأمتعت المشاهدين العرب.. تبرز عدة تساؤلات حيال مستقبل تلك الدراما .. التي تأثرت هي الأخرى بالأزمة السورية التي ألقت بظلالها السوداوية والكارثية على كلفة المناشط الإنسانية .. ويبقى السؤال: الدراما السورية .. هل إلى مردّ من سبيل؟

الأكثر قراءة