د. الحبيب يوقظ مذيع «واي فاي» من نعاسه
شهدت الحلقات الأخيرة التي عرضت خلال الأسبوع الماضي من المسلسل الرمضاني ''واي فاي'' والذي عرض على شاشة إم بي سي بمشهد تمثيلي حيث بدأ الممثل يحاول تجسيدا لشخصية الدكتور طارق الحبيب بروفيسور واستشاري الطب النفسي الأمين العام المساعد لاتحاد الأطباء النفسيين العرب وأحد ألمع الوجوه الإعلامية العربية المتخصصة بتقديم البرامج التوجيهية في مجالات الطب النفسي والاستشارات الاجتماعية بحكم اختصاصه وحنكته في هذا المنحى.
المشهد الذي عرض بدأ فيه المذيع يوجه استفسارات المشاهدين والمتابعين وينقلها للدكتور الحبيب، والذي ما إن يبدأ في سرد الإجابة حتى يتسلل النعاس للمقدم الذي يغط في سبات عميق لم يوقظه منه إلا الدكتور الحبيب وهو يوقظه قائلا: خلاص انتهت الإجابة.. والمشهد الذي عرض يحاول أن يعكس أن نبرات صوت الدكتور الحبيب الهادئة والتي تسير على وتيرة واحدة ربما كانت من الأشياء التي تلاحظ على الظهور الإعلامي للدكتور طارق الحبيب. وواقع الأمر أن المتابع للحبيب يلاحظ توظيفه الرائع والجميل والخلاق للغة العربية الفصحى التي تعكس سلامة فكره فاستقامة اللسان وفصاحة البيان تعكسان روعة الفكر ونضج التصور وتشيان بفكر منظم ومبهر .. والدكتور طارق الحبيب من الوجوه الإعلامية ذات الحضور المبهج والأداء الجميل وأحد الذين يحظون بثقة الجمهور العربي من الخليج إلى المحيط .. ليس فقط على شاشات الفضائيات واللقاءات التلفزيونية والإذاعية .. بل أيضا عبر فضاءات الإنترنت وقنوات التواصل الاحتماعي .. يعكس ذلك عدد المتابعين لصفحة البروفيسور طارق الحبيب على موقع التواصل الاجتماعي الشهير ''تويتر'' والذين يربو عددهم على مليونين ونصف المليون متابع . ومن وجهة نظر نقدية وعامة فإن التواصل مع الجمهور هو في حد ذاته فن عميق له أسسه وقواعده التي ربما تخفى على كثير من الكوادر الإعلامية والخطباء المبرزين والشخصيات الاجتماعية والتي لا ينقص ذلك من قدرها ومكانتها - فالاستحواذ على انتباه المستمع والمتابع والمشاهد يأتي نتيجة تضافر عوامل عدة، منها: التلوين في الموقف الكلامي .. والتكرار المعنوي .. والتنويع في استخدام الجمل ما بين الخبرية والإنشائية .. وتوظيف النبرة المسموعة بين ما يشبه المد والجزر .. مع مراعاة الموقف ذاته والموضوع المطروح حساسيته ونوعه وأهميته وظروفه ووقته أيضا .. تردف هذه الفنيات آليات من لغة الجسد وحركات الأيدي وتعابير الحواس وهي علم قائم بحد ذاته بدءا من تنظيرات الفلاسفة اليونايين القدماء وصولا لمقررات أقسام الإعلام في عصرنا الحاضر .. ولكن من معوقات ذلك هو اكتظاظ الذاكرة بكم معلوماتي هائل لاسيما في الطرح الشفهي .. حيث تستأثر على الذاكرة أكثر من فكرة وأكثر من عبارة .. الكل منها تحاول أن تستأثر بأول الكلام .. وهو ما سيختلف لو كان ذلك متأتيا بشكل مكتوب ومسبق الترتيب والإعداد .. وبعيدا عن المباشرة في الطرح ففي هذه سيكون للمتحدث الفرصة لاستقبال ما أمكنه مما فاته.